الآن يعتبر رعية مثلكم وأمن الله به العباد والبلاد، واجتمعت الكلمة وساد الناس بحلمه وعقله وسعة رأيه وأقر قضاة البلدان على بلدانهم، وتعتبر أيامه بالنسبة إلى أيام ابن أخيه عبد العزيز كخلافة في العدل والإنصاف وحسن الرعاية.
ولما أن جلس الأمير حسين بن جراد على عرش إمارة بريدة من قبل بن جراد على عرش إمارة بريدة من قبل ابن رشيد، كان حسين هذا كأمراء آل رشيد في السطوة والجبروت، فبعث بعض الأهالي بشكايته إلى ابن رشيد وجعلوا الكتاب سرًا صحبة رجل يدعى زيد بن عجلان فلما ورد الحاكم كتاب الشكاية، بعث إلى أميره يتهدده بأن أهل القصيم نسبوك إلى الظلم، فقام الأمير يرغي ويزيد وجعل يدس الدسائس ليصل إلى من بعثه ويرسل العيون يستطلع الأخبار فقيل له لعله محمد بن لهيب، فدعى به وحبسه حتى ظهرت براءته فأطلقه.
ودعى بمحمد بن عبد العزيز الصقعبي، وكان خطاطًا فأحضره وحبسه وجعل يقرره وهو ينكر ويقول له إنه لا ذنب لك إنما الذنب لمن أمرك، أخبرني من أمرك ونحو ذلك الرجل، ويشتد نكيره، فلما أن أقبل الليل جاء ناس ليشفعوا له وأبدوا للأمير بأنه ضعيف البنية إذا لبث في السجن ليلًا، فيوشك أن يهلك مع أنه مظلوم ولا دخل له في الموضوع، حتى لان له وأخرجه بشفاعة أولئك الشافعين.
أولًا: - أنه مظلوم، وثانيًا: - لأنه مطوّع وليس من عادته أن يتدخل بما لا يعنيه، وثالثًا: - لضعف بنيته، فهو لا يطيق الحبس ونحن نضمن بأنه لم يكتب في حكم مسبة، ثم دعى برجل يدعى ابن شومر، وجعل يعذبه بأنواع التعذيب حتى مات، وسيجازيه الله الذي لا يظلم النقير والقطمير بما فعله بهذا المسلم، نسأل الله العافية.
ثم دعى بالجمَّال زيد بن عجلان، وكان لم يعلم بحقيقة الحال، وأن هذا الكتاب شكاية، فجعل يتطلع أخبار مجيء زيد هذا، لأنه كان غائبًا، ولما قرب من البلد خرج إليه أهله وأقربائه يحذرونه دخول البلد، وأمروه أن ينجو بنفسه ويفر إلى أحد