للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فانظر يا أخي إلى هذا الشرك الوخيم، والغلو القبيح الذميم، المجانب للصراط المستقيم، كيف أن الشيطان إذا استولى على قلب العبد، فإنه يورده المهالك.

ووازن بينه وبين قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: ١٨٦]، وقوله في الآية الأخرى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: ١٨].

وقد لعن الرسول اليهود والنصارى، باتخاذهم قبور أنبيائهم مساجد يعبد الله فيها، فما بالك بمن عبد الصالحين ودعاهم.

وكذلك ما يفعل عند قبر حمزة وفي البقيع، من الفعل الذميم، والأمر الشنيع ما يكل عنه اللسان ولا يبلغه البيان، فلو رأيت تلك القباب وعكوف أهل الشرك والارتياب، معتقدين أنها تضيء على العالمين، وتذكر بأهلها للنفع والضر، لقلت لم يبق شيء لمالك يوم الدين، ومدبر الخلائق أجمعين، فجزى الله من هدمها وأزالها وسواها.

وفي بندر جدة ما قد بلغ من الضلال حده، وعندهم قبر طوله ستون ذراعًا، يزعمون أنه قبر حوى، وقد بلغ عنده من الضلال الغاية القصوى، فمن لم يبذل الحطام لسدنة قبر أمه من الأنام فإنه يعد من اللئام، ولا يدخل عليها للسلام فتجدهم يجبون من الأموال، ما لا يخطر بالبال أو يدور في الخيال، وهذا القبر قد وضعه بعض الشياطين، فأكثروا في شأنه من الإفك وبالغوا في الكذب.

وكان عندهم معبد يسمونه العلوي، بالغوا في تعظيمه والغلو به حتى جاوزوا جميع الخلائق، حتى لو دخله قاتل نفس أو غاصب أو سارق لم يتعرض له بمكروه مؤمن ولا فاسق، ولم يجسر أحد أن يكون مخرجًا له أو يناله بسوء.

ولقد انكسر رجل تاجر من أهل جدة بمال عظيم لأهل الهند وغيرهم يقدر ذلك المال تسعمائة ألف، فلما رأى ما وقع به الإفلاس وليس لديه مقابل، ذهب إلى مشهد العلوي مستجيرًا به ولاذ بأعتابه، ولجأ إليه فلما رأى ذلك غرماؤه لم