الذي لا ساحل له فأعجب به الشيخ عبد الرحمن، وأبدى من إعجابه بذلك العالم لرجل من أهل الدين يثق به هناك فأجابه ذلك الرجل بقوله لا تغتر بكلامه، فإنه مشرك، وسأطلعك على شركه إن شئت، فجمع بينهما بمصر وسأله كمسترشد قائلًا يا أستاذ كم الذين يتصرفون في الكون، فتكلم ذلك العالم المشار إليه بالتعظيم بأن قال: يا بني سبعة هم الله والبدوي، والرفاعي، والدسوقي، وأبو العلاء، وعبد القادر الجيلاني، وسابعًا أسماه لهم، فأما أحمد البدوي فلا يدخل مصر ذرة ولا يخرج منه ذرة إلا بإذنه، فالتفت صاحب الشيخ عبد الرحمن إليه قائلًا له: احمدوا الله يا أهل نجد على ما من به عليكم من معرفة التوحيد.
وذكر الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن أنه رأي في أيام رحلته إلى مصر لطلب العلم مجتمعًا هائلًا أعظم من اجتماع المسلمين عشية عرفة عند جبل الرحمة فسأل عنه فقيل هذا مولد البدوي، ورأى سوقًا طويلًا للبغايا اللائي قد أوقفن فروجهن في ذلك اليوم للسيد البدوي، ويأتي الفساق فيقعون عليهن متصدقات بذلك له في هذا المجتمع، وكان يحصل في مصر من الكفر بالله والإشراك به ما لم يصل إليه كفر أبي جهل وأشياعه، فالله المستعان.
وإنها لحالة تضحك العقلاء، ويستحي والله من ذكرها فيعاذ بالله من هذا الهوس الذي بلغ منهم إلى هذه الغاية، وكذلك ما يفعل باليمن؛ ما هو منحرف عن أوضح السنن، بل كان أعظم الشرك والمحن، وأكثر من أن يستقصى، أو يعد ويحصى.
وكان في شرقي صنعاء قبر يسمونه الهادي، فترى كلًا من الضلال على دعوته، والاستغاثة به رائحًا وغادي، فتأتيه المرأة إذا تعسر عليها الحمل وكانت عقيمًا، وتقف وتقول عنده كلامًا قبيحًا ذميمًا. فسبحان الله من كان على جهل خلقه حلمًا.
وكذلك ما يجري في بلد برع من عبادتهم القبر الذي يؤتى إليه من مسيرة أيام وليالي لطلب الغوث منه، وشكاية الحال، وما يجري من أهل الهجرية ومن حذا