وفي أرض نجران يجري عندهم من تلاعب الشيطان، وخلع ربقة الإيمان، ما لا يخفى على أهل العلم بهذا الشأن، من ذلك رئيسهم المسمى بالسيد، عبدوه بأنواع العبودية؛ وصرفوا له رسمًا من الألوهية، وأتوا من طاعته وتعظيمه، وتصديره، وتقديمه، والغلو فيه ما مضى بهم إلى عبادة الأوثان والأصنام، وخلع ربقة الملة والإسلام.
وكذلك حلب ودمشق، وسائر بلاد الشام فيها من تلك المشاهد والنصب، والأعلام ما لا يوافق عليه أهل الإيمان، ولا تلائمه الأديان.
وكذلك الموصل وبلاد الأكراد ظهر فيها من أنواع الشرك والفجور والفساد فوق ما يذكر ويراد.
فتعالى من لا يعاجل بالعقوبة على الجرائم ولا يهمل الحقوق والمظالم وقد بلغوا من الضلال ما يتنزه العاقل عن ذكره ووصفه ولا يمكن الوقوف على غاياته وكشفه مما تستنكر عن ذكره المسامع ولا يتمكن من وصفه ناظم أو ساجع. فناهيك بقوم إستخفهم الشيطان وعدلوا عن عبادة الرحمن، وباؤا بالخزي والهوان.
أما العراق فقد كان فيه المشهد الحسيني قد اتخذته الرافضة وثنًا بل ربًا مدبرًا، وخالقًا ميسرَا وأعادوا به المجوسية، وأحيوا به معاهد اللات والعزى وما كان عليه أهل الجاهلية وكانوا يأتون مشهد العباس ومشهد علي فيركع فيه له أحدهم ويسجد ويدعوه بخالص الدعاء من دون الله ومنهم من يزعم أن زيارته أفضل من سبعين حجة، ولقد غلوا في تلك المشاهد وأتوا من الشرك القبيح أعظم مما يفعل النصارى في المسيح وكذلك ما يفعلونه في مشهد الكاظم وغيره وإذا كان يوم عاشوراء فإن الرافضة قد جعلته مأتمًا فهذا يصرخ وهذا يحثو التراب على رأسه يدعو بالويل والثبور وهذا يضرب صدره بالحديد والخشب حتى يكون كأنما أصابه لهب، وكان من الرافضة من يصلي لتلك المشاهد، ويركع ويسجد لها الساجد، وقد صرفوا من الأموال والنذور لسكان تلك الأجداث والقبور ما لا يحصل عشر معشاره للعزيز الغفور، ويفعلون عند