للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أنه صار أمره في ازدياد وظهور، واجتمع مع عصابة نحو من سبعين رجلًا فيهم من هو من رؤساء آل معمر فعزم الشيخ على أن يهدم قبة زيد بن الخطاب رضي الله عنه التي عند الجبيلة وهذه والتي بعدها هي سبب قيامة الأعداء عليه، وشنهم الإغارة عليه، فطلب من عثمان بن معمر مساعدة فعليه لهدمها قائلًا له دعنا نهدم هذه القبة التي وضعت على الباطل وضل بها الناس عن الهدى، فقال له دونكها فاهدمها، فقال إني أخاف من أهل الجبيلة أن يوقعوا بنا، ولا أستطيع هدمها إلا وأنت معي، فسار معه الأمير بنفسه بنحو من ستمائة مقاتل فلما قربوا منه ظهر عليهم أهل الجبيلة يريدون الدفاع عنها.

فعلم بن معمر بما هموا به فتأهب للحرب وأمر جنوده أن تتعزل للحرب، فكف أهل الجبيلة وخلوا بينهم وبينها فبلغنا عن الأمير عثمان بن معمر لما ظفروا بها أنه قال للشيخ نحن لا نتعرض لها فاهدمها أنت، فأخذ الشيخ فأسًا وهدمها حتى سواها في الأرض، فرجعوا وجعل الهمج والرعاع يتربصون به الدوائر، وماذا يحل به من الفواقر بسبب هدمها فاصبح الشيخ بحال جميلة.

وأن قيام بن معمر معه لهدمها ومساعدته تلك المساعدة ليحمد عليها.

ولكنه مع الأسف لم يثبت على تلك المناصرة، واستفزه الذين لا يوقنون فيا له من صارم لولا ما عراه من الأنثلام، وأراد الله أن يفوز بنصرة هذا الشيخ المجدد غيره.

ثم إن امرأة أتت إلى الشيخ واعترفت عنده بالزنا وأنها محصنة، وأقرت على نفسها أربعًا، فسال عن عقلها فإذا بها عاقلة فقال لعلك مغصوبة فنفت ذلك وأقرت بما يوجب الحد، فأمر بها فرجمت كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - في شأن الغامدية، وماذا على شيخنا إذا تأسى بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وأقام الحدود وأجرى أمر الشربعة على الأرض بعدما اندثرت أعلامها فخافه لذلك أهل الزنا والريب والنفاق واستشاط لهذه الفعلة أرباب الفسق والشقاق، ورن صدى هذه الفعلة في مشارق الأرض ومغاربها، وعظم أمر الشيخ وثقل على أعداء الإسلام شأنه، وعجزت عن حملها الأعناق وطبق ذكرها الآفاق.