أهاجك أم أشجاك رسم المعاهد ... معاهد أنس بالحسان الخرائد
أتذكر عهدًا بالأوانس رافها ... ويعقيد وصل حافد بالمقاصد
لفيداء سلسال المذاقة بارد ... كيعقيد مشتار شهي الموارد
كأن وميض البرق في غسق الدجى ... رفيف ثنايا كالأقاح النضائد
كان أريج المسك نكهة ثغرها ... إذا هي ناجت وأمقاذا تواجد
لها مقل دعج وكف مخضب ... رخيص كأعنام بغض العناقد
وفرع أثيث سابغ متجعد ... كديجور ليل حالك اللون حاشد
وقدٌّ قويم ناعم متوئد ... كغصن من البان المذلل مائد
برهرهة كالشمس في يوم صحوها ... منعمة تسبي نها كل ماجد
فلو كلمت شيخًا بطاعة ربه ... مديبًا عليها جاهدا غير حائد
لأصبح مفتونًا بها ومولعا ... وخال رشادا أن تفي بالمواعد
فضلت على تلك الديار وعهدها ... كمثل سليم شاجن القلب ساهد
فدع ذكر عهد قد تقادم عصره ... وتذكار وصل للحسان الخرائد
ولكن زاح عنك الهموم وسلها ... بعوجاء من قود الهجان الحرافد
وجب للمطاويح المفاوز قاصدا ... ولا تخش من فتك اللصوص الرواصد
لشمس تبدي ضوءها فهو ساطع ... وطالع سعد مشرق بالمحامد
رأى ضوءه من بالوهاد ومن على ... يفاع الرعان الشامخات الفدافد
فثاب إلى ضوء المحاسن وأرعوى ... إلى ظل أفياء لها كل شارد
وقد بلغت شرق البلاد وغربها ... فكالشمس حلت في السعود الصواعد
تسامى لها شمس البلاد وبدرها ... وجمع شراد المعالي الشوارد
هو الملك الشهم الهمام أخو الندى ... مذيق العدى كاسات سم الأساود
إمام الهدى عبد العزيز الذي له ... محامد في الإسلام أي محامد
أزاح جموع الترك عنا بهمة ... تسامي بها فوق السها والفراقد
ومزقهم أيدي سبأ فتمزقوا ... فما بين مقتول مصاب وشارد
وما بين محمول إلى عقر داره ... كسيرًا حسيرًا خاسئًا غير فائد