قارعة الطريق، ونسب الشيخ إلى إخوته لأجل الصلاح، فسار الفارس والشيخ أمامه لا يلتفت بل يلهج بقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: ٢ - ٣]، وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر؛ والفارس لا يكلمه، فلما أن بلغ به الموضع المشار إليه سل سيفه وهم بقتله، والشيخ لا يشعر فوقفت يده بإذن الله تعالى، وأصابه رعب شديد حتى لم يستطع المشي قدمًا، وبطل كيده فصرف جواده منصرفًا إلى ابن معمر، يروي له هذه الخارقة، ويعبر عن خوفه ورعبه وكيف كانت الحالة التي صدته عن قصده، فمن مبلغًا دحلان وشيعته وأتباعهم عن خوارق العادات لهذا الشيخ، وما قام به من الثبات، وما أجراه الله له من النصر والتمكين، ولكن قد قال أحكم الحاكمين:{أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الزخرف: ٤٠].
وقد أحسن الشيخ محمد بن أحمد الحنفي حيث يقول:
شيخ الهدى محمد المحمدي ... الحنبلي الأثري الأحمدي
دعا إلى الله وبالتهليلة ... يصرخ بين أظهر القبلية
مستضعفًا وماله من ناصر ... ولا له معاون موازر
في ذلة وقلة وفي يده ... مهفة تغنيه عن مهندة
كأنها ريح الصبا في الرعب ... والحق يعلو بجنود الرب
قد أذكرتني درة لعمر ... وضرب موسى بالعصا للحجر
ولم يزل يدعو إلى دين النبي ... ليس إلى نفس دعا أو مذهب
إلى أن قال:
ومن أجاب داعي الله ملك ... ومن تولى معرضًا فقد هلك
والسابقون الأولون السادة ... آل سعود الكبراء القادة
هم الغيوث والليوث والشنف ... ونصرة الإسلام والشم الأنف
فأقبلوا والناس عنه أدبروا ... وعرفوا من حقه ما نكروا