وفيها وفاة الشيخ عبد الله بن دخيل رحمة الله تعالى عليه وهذه ترجمته:
هو الشيخ الإمام العالم العلامة الزهد الورع عبد الله بن محمد بن حمد بن عبد الله بن عثمان بن دخيل الناصري التميمي ولد في سنة ١٢٦٠ وأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وعن الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن؛ وعن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وأخذ عن الشيخ صالح بن فرناس، وأخذ عن الشيخ ابن راشد وغيرهم، ورحل إلى مكة المشرفة في سنة ١٢٨٥ لطلب العلم من الفقه والحديث وإلى المدينة المنورة قبل ذلك في سنة ١٢٧٩ وإلى بريدة في سنة ١٢٩٣ وعنيزة والمجمعة والرياض وحفظ القرآن عن ظهر قلب، ثم أنه جلس للتدريس في بلد المذنب من بلدان القصيم وكان ركنًا عظيمًا وشيخًا فاضلًا زاهدًا عابدًا واستمر في التدريس من سنة ١٣٠٠ إلى أن توفاه الله تعالى في هذه السنة وقد تولى قضاء المذنب.
ومن عجائب ما جرى في تاريخه أنه بينما هو مرة نائم في القائلة في حجرة ببيته إذا أيقظه موقظ ففتح عينيه فإذا حلقة من الجن قد أحاطوا به فسلموا عليه بأحسن تحية ودعوا له وطلبوا منه أن يدرسهم وقالوا نحن إخوانك من الجن نطلب منك أيها الشيخ أن تدرسنا كما كنت تدرس إخوانك الإنس فتعجل لنا وقتًا خاصًا نحضرك بمجلسك كل يوم مستمعين فنرجوا أن لا نحرم من تدريسك فلما رأى هيئتهم مزعجة في خلقهم قال لهم إن عقولنا لا تتحمل مجالستكم وتدريسكم أما إذا حضرتم واستمعتم فحياكم الله ووفقكم فدعوا له وقالوا نرجوا أن تبلغ فلانًا لرجل كبير يحمل عصا غليظة ويحضر مجلس الشيخ بأن يسمي الله عندما يلقى العصا واقفًا فإنه يؤذينا بعصاه إذا سقطت ثم تفرقوا عنه.
وكان الشيخ جهبذًا عظيمًا وعالمًا وعلمًا شهيرًا دفع ببلاده حتى تقدمت في العلم والتف إليه خلق كثير من طلاب العلم وضربت إليه آباط الإبل حتى أصبح يحف به من الغرباء الذين رحلوا إليه من الآفاق لاستفزاع منطوقة خمسة وتسعون تلميذًا وهؤلاء غير من كان لديه من الطلاب الأهالي، وكل هؤلاء رجال فضلاء