له شطرها والناس في الشطر كلهم ... ويأخذ شطر الشطر منهم إن قسم
فلم يبق إلا الربع إن حملوا له ... فذاك والأقلة ثم ما سئم
تسامًا لها طفلًا فأدرك يافعًا ... لها كلها من قبل أن يبلغ الحلم
ففاق على أقرانه بفعاله ... وأطلق كف الجود حتى بها علم
على كل حال تلفه غير طائش ... ولا فاحشًا سيان أن أثرًا أو عدم
فأذكره في الفضل والبذل والندى ... وعند العدى والحرب والضرب أن ألم
إذ كان هذا فعل أبائه الأولى ... فإن الفتى في سلك آثارهم أهم
إلا أنهم فيمن مضى عرفت لهم ... فضائل أن دهر على جارهم أزم
هم الباذلون المال لله طاعةً ... وهم يوقدون النار أن أخمد البرم
على إِثر أجداد على الجود حافظوا ... أبى الله أن تترك بنوهم لما رسم
ليهنيه عبد الله ما كان أهله ... من المجد والإحسان والخيم والشيم
لبيبٌ منيبٌ ماجدٌ فائق الذكا ... شمائله بين البرية لم تذم
لقد آثر التقوى فآوى أولى التقى ... وكان عن اللاواي ملاذ وملتزم
أبت خصلتان غير لابن محمد ... رضا الله والمعروف بالكف والقلم
تأوى له الهلاك من كل جانبٍ ... فيمطرهم من جوده وابل زدم
له علموا فاستأنفوا السير والسرى ... تراهم على الأنضا إلى قصده زيم
رجالًا وركبانًا يهلون نحوه ... كما هلَّل الحجاج في الأشهر الحرم
فيجمعهم ناديه من بين مقترٍ ... وغرثى اليتامى والمخول والقدم
على قدر ما يؤتى من الله لم يكن ... منوعًا فما من فضله أحد حرم
فهيهات من يعطي الجميل تبرعًا ... سواه ولا من كان في سالف القدم
تبصرت من ينبي نباه فلم أجد ... ففضلته والشكر مني له لزم
أحاببه بالقيل الذي أنا قائل ... فهيهات أن أدرك جزاه ولو أدم
أضائق أهل العرف نشر ثنائهم ... وحسبك ما أسدى زهير إلى هرم
قصائد تتلى ليس تبلى وقد بلت ... جوائزها من مسرجات ومن نعم