الشيخ صالح إلى حيث دروس الشيخ العلامة عبد العزيز بن إبراهيم العبادي ولد سنة (١٣١٤ هـ) وتوفي سنة (١٣٥٨ هـ) رحمه الله فدرس عليه في شتى العلوم وأخذ عنه في التجويد، وكان الشيخ العبادي، رحمه الله، يحفظ عددًا من المنظومات في علم التجويد، فكان يحفظ الجزرية والتحفة، فحفظ المترجم عليه شيئًا من منظومات هذا العلم واستفاد من شيخه العبادي في هذا العلم.
ولقد قرأ أحد أحفاده القرآن عليه، رحمه الله، كعادته في مجالسه فوقع أن أخفى الميم في الفاء، فرد عليه ونبهه على هذا الخطأ وبين أحكام الميم الساكنة، واستشهد بقول الجزري في التحفه:
(واحذر لدى واو وفاء أن تختفي ... لقربها ولاتحاد فاعرف)
وتأمل اهتمام الشيخ العبادي رحمه الله بعلم التجويد مع ما كان عليه من ثقل في لسانه، رحمه الله، ولم يمنعه ذلك فقد كانت همته عاليه.
وأخذ المترجم عن العبادي في الحديث والفقه والتوحيد والفرائض، وقد استفاد منه كثيرًا في الفرائض، وقد كان العبادي متميزًا في الفرائض، ولذا قال الشيخ عبد المحسن العبيد في رثائه له:
لقد كان في علم الفرائض آية ... فسبحان من قد خصه بالمواهب
يفكك تركيباتها وحسابها ... له نظر في فقهها والغرائب
إذا خاض في أبوابها وعلومها ... وأحكامها يوما أتى بالعجائب
وقال فيه الشيخ إبراهيم العبيد:
كما فاق في علم الفرائض غيره، وفي النحو والقرآن قد جاء بالعجائب.