وعرف عن العبادي أنه يسهب في إيضاح المسائل وقرأ عليه في المطولات كـ (أعلام الموقعين عن رب العالمين) و (المغني) و (الشرح الكبير) و (شرح المنتهى) و (المقنع) و (الصحاح والسنن والمسانيد).
وقرأ عليه (مدارج السالكين) وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومع أخذه عن العبادي، رحمه الله، في هذه العلوم، فقد كان ملازمًا لشيخه الشيخ عمر بن سليم، رحمه الله، الذي انتهى إليه قضاء القصيم في زمنه وسارت إليه الركبان وجثت حوله الركب، وقد كان بحق مدرسة، بل جامعة متنقلة حوى من العلوم أنواعها، فلزم المترجم الشيخ عمر بن سليم، رحمه الله، ملازمة شديدة، وأخذ في شتى العلوم، وأكثر من الأخذ عنه، خاصة في الفرائض، فهو شيخه ومعلمه في الفرائض.
وكان الشيخ عمر يخصه بمزيد عناية لما رأى منه نبوغًا في الفرائض، ولقد حدث أنه كان وأقرانه عند الشيخ عمر يدرسون الفرائض، فكان الشيخ عمر على هيبته شديدًا في تعليمهم الفرائض، فأخبر أنهم كانوا يبكون عند الشيخ عمر لأنه كان يعنف من لا يجيب، فشكوا ذلك إلى الشيخ العبادي وطلبوا منه أن يكلم الشيخ عمر فيرفق بهم في تدريس الفرائض، فذهب إليه العبادي وكلمه وقال رحمه الله:(فلم يزده ذلك إلا شدة في التعليم رحمه الله).
وكان المترجم في جلساته يثني كثيرًا على الشيخ عمر بن سليم رحمه الله ويجلّه، ويذكر أنه ما مرّ على القصيم رجل بمثابة الشيخ عمر بن سليم، ولذا ترجم له في تاريخه بترجمة حافلة في أحداث ١٣٦٢ هـ، ورثاه بقصيدة طويلة عدّد فيها مآثر شيخه الشيخ عمر رحمه الله.