وقد قال الشيخ حمد بن مزيد قاضي قبة قصيدة طويلة يهنئ فيها صاحب الجلالة بهذا الفتح وذكر فيها كيفية ما جرى، فلنذكر شيئًا من أبياتها وهي قوله:
الحمد لله ذي الآلاء مولانا ... حمدًا كثيرًا على ما كان أولانا
وأشكر الله شكرًا لا نفاد له ... وليس يحصى لذي الأنعام شكرانا
وحسبنا الله مولانا وناصرنا ... على الذي رام للإسلام خذلانا
لقد أتى ابن حسين الوغد في خيلًا ... بالكبر والفخر والإعجاب سكرانا
على ذوي الدين والإِسلام ذا حنقٍ ... بالغيض والحقد والعدوان ملآنا
يقول جندًا كثير العدِّ ذا عدد ... كادت تضيق به أفواه ريعنًا
بدوًا وحضرًا وإسقاطًا ملفقه ... من كل قطر وأتراكًا وسوادنا
جاءوا بهولٍ عظيمٍ من مدافعهم ... مع المكائن تحكي ضوء نيرانا
قد سلسلوا عندها أصحابها حذرًا ... من أن يفروا إذا وقت الوغى حانا
جاء يريد إطفاءً لنور هدى ... وينقضوا من الإِسلام أركانا
إذ جاء صيتان من عد الخبيث بما ... يهيج من قلبِ ذي الإيمان أشجانا
وقال إخوانكم بالأمس قتلهم ... وظل يسبي لأهل الدين نسوانا
فبادروا بالبكا حتى كأنهموا ... ثكلى أعاد عليها الدهر أحزانا
وما استكانوا لذاك الهول بل صبروا ... واستمنحوا الله تثبيتًا وإيمانا
سلوا السيوف وبانوا من ثيابهموا ... واستبدلوها سرًا ويلًا وأكفانا
جاؤه في حفرٍ في الأرض خندقها ... أعدَّ فيها دناميتًا ونيرانا
وخالطوهم عيانًا في خنادقهم ... وأثخنوهم بحد السيف أثخانا
لما رأوا فعلهم فيهم وصبرهموا ... ألقو سلاحهموا ذلًا وإذعانا
وظل جند الهدى بالبيض ليحصدهم ... حصاد زرعٍ هشيم وقته حانا
لم ينج منهم سوى قوادهم هربوا ... على جيادٍ لهم ذعرًا لما كانا
وخلفوا خلفهم رغمًا مدافعهم ... مع المكائن مع بز وعقيانا
إذ فلَّ عبد العزيز الشهم رايته ... وجاد بالنفس في مرضاة مولانا