في عصبةٍ من بني الإسلام عادتهم ... يوم التحام الوغى تصريع أقرانا
وحارب النوم مع حلو الطعام ولم ... يشرب لذيذًا ولو أن كان عطشانا
وظل كالأسد الموذى بغايته ... له زئير ولم ينفعك غضبانا
حتى يضرج من آذاه في دمه ... ومنه يخضب أظفارًا وأسنانا
إلى آخر القصيدة وهي طويلة أثابه الله.
ونحن نسوق قصيدة جادت بها قريحة شاعر نجد الشيخ محمد بن عبد الله بن عثيمين في هذه المناسبة فإنه قال: الحمد لله معز من أطاعه، ومذل من خالف أمره وأضاعه، يبتلي ويختبر، ثم يعيد الكرة لن أطاعه وينتصر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة موحد بلسانه وعمله وقلبه مستقبل من عثرانه وذنبه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المؤيد بالعصمة، القائل: "إن من الشعر لحكمة" - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه مصابيح الظلمة.
وبعد فإني نظمت في معالي إمام الهدى والدين حامي حوزة الإسلام والمسلمين الناصر لهم بسيفه وسنانه المؤيد في أفعال يده وأقوال لسانه إنسان عين الوجود وجوهر الموجود، عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود، ثم قال بعد ذلك:
عج بي على الربع حيث الرند والبان ... وإن نأى عنه أحباب وجيران
فللمنازل في شرع الهوى سنن ... يدري بها من له بالحب عرفان
وقل ذاك لمغنى قد سحبن به ... ذل التصابي برسم الشجو غزلان
القاتلات بلا عقل ولا قود ... سلطانهن على الأملاك سلطان
لله أحرر ساجي الطرف مقتبل ... عذب اللمى لؤلؤي الثغر فتان
عبل الروادف يندى جسمه ترفًا ... ظامي الوشاح لطيف الروح جذلان
كأنما البدر في لألاء غرته ... يا ليت يصحب ذاك الحسن إحسان
يهتز مثل اهتزاز الغصن رنحه ... سكر الصبا فهو صاحي القد نشوان
لو كان يمكن قلنا اليوم أبرزه ... لينظر الغاس كنه الحسن رضوان