قد كنت أحسب أن الشمل ملتئمٌ ... والحبل متصلٌ والحي خلطان
فاليوم لا وصل أرجوه فيطمعني ... ولا يطيف بهذا القلب سلوان
في ذمة الله جيرانٌ إذا ذكروا ... هاجت لذكرهم في القلب أحزان
فارقتهم أمتري أخلاف سائمةٍ ... يسوقها واسع المعروف منان
لعل نفحة جودٍ من مواهبه ... يروي بها من صدى الأقفار عطشان
أريش منها جناحًا حصه قدر ... شكى تساقطه صحبٌ وإخوان
وفي اضطراب الفتى نجح لبغيته ... وللمقادير إسعادٌ وخذلان
فاربأ بنفسك عن دار تذل بها ... لو أن حصبائها درٌ ومرجان
طفت المعالم من شامٍ إلى يمنٍ ... ومن حجاز ولبتني خراسان
فما لقيت ولن ألقي ولو بلغت ... بي منتهى السد هماتٌ ووجدان
مثل الجحا جحة الغر الذين سموا ... مجدًا تقاصر عن علياه كيوان
الضاربي الكبش هبرًا والقنا قصدًا ... والتاركي الليث يمشي وهو مذعان
والفارجي غمم اللاجي إذا صفرت ... أوطابه واقتضاه الروح ديان
والصائنين عن الفحشا نفوسهم ... والمرخصيها إذا الخطى أثمان
خضل المواهب أمجاد خضارمة ... بيض الوجوه على الأيام أعوان
غر مكارمهم حمر صوارمهم ... خضرٌ مراتعهم للفضل تيجان
لكن أوراهم زندًا وأسمحهم ... كفا وأشجعهم أن جال أقران
عبد العزيز الذي نالت به شرفًا ... بنو نزار وعزت منه قحطان
مقدم في المعالي ذكره أبدًا ... كما يقدم باسم الله عنوان
ملك تجسد في أثناء بردته ... غيثٌ وليثٌ وإعطاءٌ وحرمان
خبيئة الله في ذا الوقت أظهرها ... وللمهيمن في تأخيرها شان
ودعوةٌ وجبت للمسلمين به ... أما ترى عمهم أمن وإيمان
حاط الرعية من بصرى إلى عدنٍ ... ومن تهامة حتى ارتاح جعلان
فجددوا الشكر للمولى وكلهم ... يدعو له بالبقا ما بقى إنسان