ورب مستكبرٍ شوس خلائقه ... صعب الشكيمة قد أعماه طغيان
تركته وحده يمشي وفي يده ... بعد المهند عكاز ومحجان
وعازبٍ رشده إذ حان مصرعه ... بخمرة الجهل والإعجاب سكان
أمطرته عزمات لو قذفت بها ... صم الشوامخ أضحت وهي كثبان
عصائبًا من بني الإسلام يقدمهم ... من جدك المعتلي بالرعب فرسان
ويل أمه لو أتاه البحر ملتطمًا ... أذية الأسد والأجام مران
لأصبح الغر لا عينٌ ولا أثر ... أو شاعفته قبيل الصبح جنان
ومشهد لك في الإسلام سوف ترى ... يوفى به لك يوم الحشر ميزان
نحرت هديك فيه الشركين ضحى ... فانحر فنحر سواك المعز والضأن
أرضيت آبائك الغر الكرام بما ... جددت من مجدهم من بعد ما بانوا
نبهت ذكرًا توارى منه خير علا ... للمارقين ضباب فيه دخان
فجئت بالسيف والقرآن معتزمًا ... تمضي بسيفك ما أمضاه قرآن
حتى انجلى الظلم والأظلام وارتفعت ... للدين في الأرض أعلامٌ وأركان
دينٌ ودنيا وبأسٌ في الوغى وندى ... تفيض من كفه بالجود خلجان
هذي المكارم لا ما روى عن هرمٍ ... ولا الذي قيل عمن ضم غمدان
أقول للعيس إذ تلوي دفاريها ... لإلفها ولها في الدو تحنان
ردي مياهًا من المعروف طاميةً ... نباتها التبر لا شبح وسعدان
تدوم ما دام للدنيا بشاشتها ... فاسلم فأنت لهذا الخلق عمران
ثم الصلاة على الهادي الذي خمدت ... في يوم مولده للفرس نيران
والآل والصحب ما ناحت مطوقةٌ ... خضبًا يميد بها في الدوح أغصان
ولما انهزم القائد عبد الله وفرَّ من بين رجاله على فرسه حاسر الرأس، حافي القدمين، وصل إلى الطائف وأثرت تلك الهزيمة في نفسه، ثم ألقى العمامة عن رأسه التي هي شارة الأشراف وآلى على نفسه أن لا يضعها على رأسه بعد ذلك حتى يتم له الأخذ بالثأر من ابن سعود، غير أنه شعر بغلطته وأنه لو احتاط للأمر وأصغى إلى نصح أحد لما حل به وبجيشه ما حل، وأنب نفسه.