كان قوي البنية ربعة من الرجال، يميل إلى الطول، أسمر اللون على وجهه أثر الجدري، وإحدى عينيه فيها نكتة بيضاء، قوي الإرادة شجاعًا، ولقد جرى له مع الشريف حسين بن علي قصة: وهي أنه حج في رفقة الشيخ عمر بن سليم، فبينما هو راكب في بعض شوارع مكة المشرفة وقد ازدحمت الشوارع بالحجيج وافق أن نفحت ناقته صبيًا برجلها من غير قصده ولا علمه، فما كان إلا قليل حتى أخذ وناقته صباحًا ورفعت المسألة للحسين، فلما علم أن صاحبها سعودي دعى به إليه ليسأله القصة، ولما أن جلس بين يديه وتكلم، عرف ما تحت الأديم من لسان بليغ وقلب عقول، فأعجب بكلامه وملأ عينيه، فعندها أخذ في البحث معه والمناقشة وكل إناء بالذي فيه ينضح، فسأله عن مشايخه وأساتذته فأخبره بأنهم آل سليم الذين أخذوا العلم عن آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب فأجابه الحسين بقوله: لعنهم الله لقد أضلوكم سواء السبيل، فقال له عبد الرحمن: لا تلعنهم فإنهم على تحقيق شريعة جدك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن لم نتبعهم لحسن لباسهم ولا لطيب أنسابهم، فأكرم الخلق عند الله أتقاهم، ولكنا وجدنا عندهم الشرع المحمدي فأخذناه عنهم، فقال له أخبرني يا بني عن التوسل وبغضهم للرسول؟ فقال: أما التوسل فعلى ما قرره شيخ الإسلام بن تيمية في كتاب التوسل والوسيلة ينقسم إلى ثلاثة أقسم:
- توسل إلى الله بأسمائه وصفاته فهذا مطلوب ومندوب إليه، حيث يقول الله تعالى:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف: ١٨٠].
- وتوسل بالأعمال الصالحة كما فعله أهل الغار فهذا جائز.
- وتوسل بذوات الأموات فهذا شرك وضلال.
وأما بغضهم للرسول فحاشا وكلا، إنهم لم يبغضوا الرسول، بل كانوا يرون الصلاة عليه في الصلوات الخمس والنوافل فرضة ولا تصح صلاة من