وعني على الشيطان والنفس والهوى ... وكل أمور الشر خبث المآرب
وآخر قولي وابتدائي مصليًا ... على المصطفى المبعوث للشرك عائب
مدى ما بدا نجم وما هبت الصبا ... وما اهتز روضٌ من هطول السحائب
وما ضحكت أنواره وترعرعت ... وما سبحت ورقاء في كل ثائب
محمد المعصوم والصحب كلهم ... هداة الورى للحق خير المطالب
وله قصائد حسنة منها قصيدة رد فيها على أعداء الشيخ صالح بن سالم آل بنيان وذبَّ فيها عنه، فمن معرض أبياتها قوله في الشيخ صالح منوهًا في فضله ومبينًا عقيدته:
فقد طالما دل العباد بعلمه ... إلى الله ذي الأفضال يا نعم ما عمل
وقرر توحيد الإله بحجةٍ ... ووالى لمن والى فيا حسن ما فعل
وصابر ما يلقى وقام بجهده ... على نصرة الدين الحنيفي وما نكل
فما زال هذا دأبه وجهاده ... إلى أن أتاه الحق في الفعل لم يزل
إلى أن قال:
بأي دليل تستبيح لعرضه ... لدى كل نادٍ تحتليه بلا خجل
ستعلم يوم الحشر ما قلت نادمًا ... وتخرج مما قلت يا ويل من خذل
فربك بالمرصاد لا تستهن به ... ثكلتك فاستعتب هديت ولا تمل
إلى آخر القصيدة التي بلغت خمسة وثمانين بيتًا، وله قد قدس الله روحه ونور مرقده وضريحه كتاب رد فيه على بعض المنافقين وغير ذلك، وجمع كتبًا كثيرة وغالبها أوقفها على أخوته وله رسائل مثبتة في خط يده، ومات ولم يتزوج لاشتغاله بالعلم ولأن المنية لم تمهله.
وممن توفى فيها من الأعيان الشيخ عبد الله بن صالح الربدي كانت أسرته من أكبر الأسر في مدينة بريدة، وظهر من أسرته رجال عظماء لهم شهرة ومكانة في العالم خدموا أمتهم وقضوا واجبًا يشكرون عليه، فمنهم زعيم بعث إليه صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن في حال شدة وضيق لا أرهقته الحروب يستقرضه