للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكبير والصغير واجتمع الناس على الصلوات والدروس، والسؤال عن أصل الدين وفرعه، وتعلم العلم القاري والأمي، وانتفع بعلمه سائر الآفاق لأنهم سألوا عما يأمر به وينهى عنه، فاتضح أنه يأمر بتوحيد الله وينهى عن الشرك، وأن هدفه الذي يرمي إليه وهو طلب طريقة الرسول وأصحابه فهدمت القباب والمشاهد التي بنيت على القبور وغيرها من جميع المواضع الشركية من الحرمين واليمن وتهامة وعمان والأحساء ونجد وغيرها من سائر الأقطار، حتى لا تجد في جميع من شملته ولاية المسلمين الشرك الأصغر فضلًا عن الأكبر، اللهم إلا ما كان بين العبد وبين ربه، وأمر جميع أهل البلدان من أهل النواحي يسألون الناس في المساجد كل يوم بعد صلاة الصبح وبين العشاء عن معرفة ثلاثة الأصول، وهي معرفة الله ومعرفة دين الإسلام وأركانه، وما ورد عليها من الأدلة في القرآن، ومعرفة محمد - صلى الله عليه وسلم - ونسبه ومبعثه وهجرته وأول ما دعا إليه وهي لا إله إلا الله بمعرفة معناها، ومعرفة البعث بعد الموت وشروط الصلاة وأركانها وواجباتها، وفروض الوضوء ونواقضه وما يتبع ذلك.

أقام على ذلك يحث المتمسكين بالدين على الثبات ويشجعه حتى توفاه الله تعالى في آخر ذي القعدة ١٢٠٦ هـ، فجبر الله القلوب بفقده، وأحسن العزاء، ونسأل الله تعالى أن يغفر له ويرفع درجاته في الجنان، وأن يجمعنا وإياه في دار الرضوان إنه هو الكريم المنان، ولا أتاه نازل القدر والقضاء وطارق الموت والفناء الذي لا يمنع منه حصن ولا يدفعه مغالب، وانتزعه من بين الأحباب والأصحاب، وأخلى منه المنازل والرحاب رثاه العلماء من أهل الإيمان والتحقيق والعرفان فقال الشيخ العالم حسين بن غنام هذه القصيدة يرثاه بها رحمه الله:

إلى الله في كشف الشدائد نفزع ... وليس إلى غير المهيمن مفزع

لقد كشف شمس المعارف والهدى ... فسالت دماء في الخدود وأدمع

أمام أصيب الناس طرا بفقده ... وطاف بهم خطب من البين موجع

وأظلم أرجاء البلاد لموته ... وحل بهم كرب من الحزن مفضع