شهاب هوى من أفقه وسمائه ... ونجم ثوى في الترب وأراه بلقع
وكوكب سعد مستنير سناؤه ... وبدر له في منزل اليمن مطلع
وصبح تبدي للأنام ضياؤه ... فداجي الدياجي بعده متقشع
لقد غاض بحر العلم والفهم والندى ... وقد كان فيه للبرية مرتع
فقوم جلا عنهم صدا الدين فاهتدوا ... فأسماعهم للحق تضغي وتسمع
وقوم ذووا فقر وجهد وفاقة ... حووا واقتفو ما فيه للعيش مطمع
لقد رفع المولى به رتبة الهدى ... بوقت به يعلي الضلال ويرفع
إبان له من لمعة الحق لمحة ... أزيل بما عنه حجاب وبرقع
سقاه نمير الفهم مولاه فارتوا ... وعام بتيار العارف يقطع
فأحيا به التوحيد بعد اندراسه ... وأقوى به من مظلم الشرك مهيع
فأنوار صبح الحق باد سناؤها ... ومصباحه غال ورياه ضيع
سما ذروة المجد التي ما ارتقى لها ... سواه وحاذا فناها سميذع
وشمر في منهاج سنة أحمد ... يشيد ويحي ما تعفى ويرقع
وينفي الأعادي عن حماه وسوحه ... ويدمغ أرباب الضلال ويدفع
يناضر بالآيات والسنة التي ... أمرنا إليها في التنازع نرجع
فأضحت به السمحاء يبسم ثغرها ... وأمسى محياها يضيء ويلمع
وعاد به نهج الغواية طامسًا ... وقد كان مسلوكًا به الناس تربع
وجرت به نجد ذيول افتخارها ... وحق لها بالألمعي ترفع
فأثاره فيها سوام سوافر ... وأنواره فيها تضيء وتلمع
لقد وجد الإسلام يوم فراقه ... مصابًا خشينا بعده يتصدع
وطاشت أولوا الأحلام والفضل والنهى ... وكادت له الأرواح تتري وتتبع
وطارت قلوب المسلمين بيومه ... وظنوا به أن القيامة تقرع
فضجوا جميعًا بالبكاء تأسفًا ... وكادت قلوب بعده تتفجع
ففاضت عيون واستهلت مدامع ... يخالطها مزج من الدم يهمع