ومنهم عبد المحسن الفرم هذا ولا نطيل بذكر البقية الكرام فشهرتهم تغني عن ذكرهم ومن مشاهير شجعان العرب فيصل بن سقيان.
رجعنا إلى ما نحن بصدده فنقول: لما كان في منتصف الليل تقدم سلطان بن بجاد معه جنود الغطغط ثم تقد فيصل الدويش ومعه جنود مطير وتقدم عبد المحسن الفرم ومن معه من حرب وتقدم بن نحيث ومن معه من حرب أيضًا ثم تقدم بقية جنود أهل الهجر من قحطان وعتيبة وغيى هم فطوقوا النيصية التي قد تحصن فيها ابن طلال وجيشه طوقوها من كل الجهات وقطعوا خط الرجعة على المحاصرين.
أما صاحب الجلالة فقد ظل في مكانه ومعه الحضر وثبتوا في مركزهم الرئيسي ولما كان ميعاد الهجوم أطلقت نيران المدافع على النيصية وذلك من آخر الليل ثم هجم الأخوان هجمة واحدة وفتكوا بجنود ابن طلال وأبادوا صفوفه فالتحمت المعركة وكانت موتًا أحمر على ابن طلال وأهل حائل وفتك الأخوان بجيش ابن طلال فتكا هائلا وعمل السلاح الأبيض عمله الجبار في رقابم وكان ذلك على الرغم مما كانت قنابل العدو تأز فوق رؤسهم ففر الأمير ابن طلال ومن قدر له الفرار إلى جبل أجا ثم إلى حائل ولاذ الآخرون بحصون النيصة فعندها ركبت المدافع السعودية على المتحصنين وجعلت تضرب بقنابلها الذين تحصنوا بها حتى أبادت معظمهم وسلم البقية وهم قليل لعبد العزيز بن عبد الرحمن وكان يقول أحد الذين سلموا للسلطان عبد العزيز وهو يخاطبه بعد التسليم طبجتكم ماهرون يا مولانا فقال له السلطان لا بل كنا نضرب على النية والظلام ولكنه توفيق من الله.
ولما أن تقهقر ابن طلال إلى حائل أرسل الملك عبد العزيز إلى أهل مدينة حائل يقول سلموا فجاء التسليم منهم على شرط أن يؤمر عليهم ابن طلال وكان هذا موحى به منه لأنه كان لا يزال سائدًا بمن ثبت معه من الجند وحزب آل رشيد ولم