للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكن لأهل حائل زعيم يوحد كلمتهم ويعززها فأنفد ابن طلال فيهم سهام أرادته على أن المغلوب لا يشترط الشروط.

ولما بلغنا إلى هذه الغاية فلا أن نذكر حائل هذه بحدودها: فنقول حائل كائنة بين جبلي أجا وسلمى لها سهل يتسع إلى الغرب ويضيق إلى الشمال فيفتح من الجهة الشمالية الشرقية طريقا إلى النجف ويتقلص في الجهة الشرقية وفي شطر من الجنوبية هي إذًا محاطة من جهاتها الثلاث بالجبال ولا يمكن الاستيلاء عليها من غير الجهة الغربية والشطر الجنوبي الغربي يمتد منه الطريق إلى نجد فجاء مع هذا الطريق السلطان عبد العزيز ناقلا من الجثامية بعد ما تقهقر ابن طلال إلى حائل ولما زحف صاحب الجلالة أمر بحمل الدافع والقنابل والبرود والذخيرة أمامه ثم نزل بين حائل وبين النيصية ثم قسم جيشه هناك قسمين فرقة جعلها عنده والأخرى تقدمت إلى جبل أجا فملكت مركزًا منه حصينا وهناك مركز آخر يدعى عقده غرب البلد يحسبه أهل حائل أحصن حصونهم فتقدمت الجنود وهم يضربون العربان النازلين في الجبل ضربا هائلا فيقتلون ويشتتون ويغنمون الغنائم فاستولوا في اليوم السابع على عقدة واستمروا زاحفين إلى حائل وهم يتترسون بأكياس من الرمل حتى وصلوا إلى مكان بينها وبين جبل أجا أتخذوه خطًا أولًا للدفاع وكان الهاجمون ورائهم قد أحاطوا بالمدينة من جهتها الغربية وأحاطوا إلى الجهة الجنوبية فطوق الجيش السعودي مدينة حائل من جميع الجهات وكانوا لما طوقوها شددوا الحصار عليها فجعل أهل حائل يئنون من شدة الحصار وكانوا لما طلبوا التسليم بشرط أن يكون ابن طلال هو الأمير عليهم كان الأكثر منهم متكرهين لإمارته وذلك لظلمه وطغيانه فعند ذلك أرسلوا إلى صاحب الجلالة يقولون لا تتركنا فريسة لابن طلال وكانوا على وجل شديد في ذلك الوقت من أن يضرب حائل بالمدافع فتتهدم بيوتها.

ولما أن رأى ابن طلال أن البلاد قد استهدفت للسحق والمحق وأدرك أنها لا تصل إليه الإمارة بواسطتهم وأن ابن سعود قد عزم على تنفيذ إرادته في استيلائه