للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على حائل كتب إلى المفوض السامي للدولة البريطانية العظمى في العراق يسأله التوسط بينه وبين ابن سعود وكان من حينما سلم الأمير عبد الله بن متعب وأخذه سعود بن عبد العزيز ورجع به إلى الرياض لأمه والده الملك وعنف عليه في كونه لم يتقدم إلى حائل فيحتلها غير أن الأمور مرهونة لأوقاتها ولقد كانت من الواجب المتحتم على أهلى حائل وأمراء حائل ألا ينازعوا ابن سعود مثلا ذلك لأن المنطقة تابعة لآل سعود وهم أهل الحق الشرعي في ملكها لأننا علمنا من التاريخ أن والد هذه الأسرة المتغلبة عليها أمير من أمراء آل سعود قد جعله الحاكم فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود أميرًا عليها مكافأة على إخلاصه له حينما أراد أن يأخذ بالثأر من قاتل أبيه ولكنه قيل والأمثال تضرب للناس.

أعلمه الرماية كل وقت ... فلما اشتد ساعده رماني

وبما أن حكام آل سعود من لدن وفاة الإمام فيصل إلى أن تولى عبد العزيز هذا ضعفاء لم يستطيعوا أن يستردوا هذه الباعة التي غلبوا عليها ولانشغالهم بالمخالفات بينهم فإن آل رشيد تنفسوا الصعداء وتغلبوا على بلاد حائل وغيرها، وبولاية الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن أخذ ظلهم يتقلص حتى انحصروا في مدينة حائل.

ومن الغرائب التي تذكر أن الأمير عبد الله بن متعب الذي سلم نفسه لابن سعود خوفًا من محمد بن طلال، كان قد أرسل محمد المواجهة لوضع البائس في الشمال حيث كان الجوف في خطر الاحتلال من قبل نوري الشعلان، فأطلق محمد بن طلال من السجن ليقود جيشًا لإنقاذها ولدى عودة ابن طلال إلى حائل دبر ثورة ضد ابن متعب ففر هذا الضعيف إلى ابن سعود والتجاء اليه حيث عاش ضيفًا مكرمًا إلى أن وافته المنية بعد ذلك بسبع وعشرين سنة.

ولما هيأ ابن سعود مدافعه لضرب مدينة حائل وقصفها بالقنابل طلب منه بعض عقلاء المواطنين البارزين، ومنهم الزعيم إبراهيم بن سالم بن سبهان أن يتريث عن القصف حتى يتمكنوا من وضع الترتيبات لتسليم المدينة.

وبما أن المفوض السامي في العراق قد ألح عليه ابن طلال فإنه كان يقول -أعني