للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السربرسي كوكس- أني قد عرضت الوساطة على ابن سعود غير أنه رفض ذلك، وقد بذل الأمير محمد بن طلال جهودًا جبارة لدى السلطات البريطانية والملك فيصل بن الحسين الشريف فلم يفلح وكان من حينما سلم الأمير عبد الله بن متعب وتولى الإمارة هو تابع الكتب إلى السربرسي كوكس يطلب منه أن يتوسط بينه وبين ابن سعودن فجعلت الأنباء تأتي من عند السربرسي كوكس إلى جلالة الملك عبد العزيز فأبى أن يقبل شيئًا إلا التسليم أو بضرب حائل.

فلما دنت مدة الحصار من الشهر الثالث كتب السلطان عبد العزيز إلى أصدقاه في حائل وقال في كتابه قد طال الحصار وأقبل الشتاء فليعذرنا الأهالي إذا أنذرناهم لهم ثلاثة أيام ليسلموا المدينة وعائلة آل رشيد فإذا تم ذلك ولم يمتثلوا فإنا إلى غرضنا مسرعون، سنمطرهم نارًا ورصاصًا فليستعدوا للموت، فجاء الجواب أن الأهالي ينفضون أيديهم من ابن طلال وبيت آل رشيد، وسيسلمون الحصون المحوطة بالبلاد لسراياه إذا جائتهم، فعد ذلك بعث الملك عبد العزيز ألفي مقاتل لتنفيذ الخطة المرسومة، وما كان إلَّا أن فتحت لهم الحصون الخارجية المشرفة على حائل، ثم أمن الناس على أرواحهم وأموالهم فخرجوا إليه أفواجًا شاكرين له ويستبشرون، أما ابن طلال فإنه لما رأى الأمر قاب قوسين أو أدنى وأن يديه تفلتتا من جميع العلاقات تحصن وحاشيته في القصر وشوهد منه اقدام وبسالة عجيبة لأنه كان فارسًا شجاعًا غير أنه أتاه أمر من حيث لا يحتسب فبعث إليه السلطان يدعوه أن يستسلم ويؤمنه على حياته وهذا كعادة الجلالة والرحمة، فلم ير ابن طلال بدًا من أن يسلم فسلم لجلالة الملك ابن سعود وذلك في ٢٩ من صفر.

وكانت مدة الحصار من حين ما وصل عبد العزيز بن سعود إلى حائل إلى التسليم خمسة وخمسين يومًا أما بداية الحرب فلها أكثر من سنة قبل ذلك، فسبحان من بيده الملك وهو على كل شيء قدير.

ذكر معاملة ابن سعود لأهل حائل ورأفته بهم لما انقطعت القوافل من الكويت والعراق وغيرها عن بلدة حائل وشمل أهلها الضيق والجوع والمشاغب لشدة الحصار،