الوهابيين عن استمرار الزحف إلى مكة إذا به يتلقى في ٤ ربيع الأول هذه البرقية التي أرسلها إليه الأشراف والعلماء والرؤساء بأجمعهم وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم صاحب الجلالة الملك المعظم بمكة، بما أن الشعب الحجازي بأجمعه واقع الآن في الفوضى العامة بعد فناء الجيش المدافع وعجز الحكومة عن صون الأرواح والأموال، وبما أن الحرمين الشريفين خاصة وعموم البلاد، مستهدفة لكارثة قريبة ساحقة، وبما أن الحجاز بلد مقدس يعني أمره جميع المسلمين لذلك قررت الأمة نهائيًا تنازل الشريف وتنصيب ابنه الشريف على ملكا على الحجاز فقط مقيدًا بدستور ومجلسين وطنيين على شريطة أن ينزل على رأي المسلمين وأهل الحجاز في تحقيق أمالهم ورغباتهم، فنرجو التكرم بتنفيذ هذه الرغبة لتضيفوا هذه المكرمة إلى سابق خدماتكم للإسلام والأمة مولاي، ثم وقع على هذه البرقية مائة وأربعون من الأعيان والكبراء، وأرسلت هذه البرقية بعد الظهر من اليوم المذكور، فدعا بابنه علي وأخذ رأيه في الموضوع، ثم أمر برئيس ديوانه فحضروا وأملى عليه في الحال برقية جوابًا للأمة وهي هذه.
مكة ٥٤٠ نوفمبر ٥/ ٤/ ٣ الساعة ٣ ليلًا عدد ٦٨ بواسطة قائم مقام جدة إلى الهيئة الموقرة مع الممنونية والشكر هذا أساس رغبتنا التي أصرح بها منذ النهضة وإلى تاريخه، وقد صرحت قبله ببضع دقائق إني مستعد لذلك بكل ارتياح إذا عينتم غير علي، وإني منتظر هذا بكل سرعة وارتياح، الإمضاء حسين؛ بعث بهذه البرقية ولكنه لم يرض المجلس بهذا الجواب، وبينما هو كذلك إذا بجرس التيلفون يقرع وإذا بالمتحدث رئيس بلدية جدة سليمان قابل أحد الموقعين يردد طلب التنازل فكبر على الحسين أن يجرؤ على مخاطبته بهذا الأمر، وانتهره قائلا أنت موظف من قبلي فلا تخاطبني بهذا الشأن، ووضع السماعة والدم يغلي في عروقه وإذا بالجرس يدق ثانيا يكلمه الشيخ محمد نصيف في التنازل عن العرش أيضًا فأجابه أنه من رجال حكومتي فلا أسمح لك بمخاطبتي في هذا الأمر.
وما كاد يلقي السماعة حتى دق الجرس فوضع السماعة على أذنه وقال