من؟ فأجابه المتحدث بلهجة صارمة: أنا سكرتير الحزب الوطني الحجازي، وهذا هو طاهر الدباغ. أجابه الحسين ماذا تريد؟ فأجابه الدباغ: مولاي بناء على المركز الحرج الذي وصلت إليه البلاد، قررت الأمة طلب تنازل جلالتكم لسمو الأمير علي، فقاطعه الحسين أنا وابني واحد، وإذا كنت أنا قد صرت عندكم بطالًا فلا بأس، ولكني لا أفهم ما القصد من هذا، أنا لا يهمني أمر الملك في أي شخص كان ولكني لا أتنازل لولدي علي أبدا، لأني إذا كنت أنا بطال فولدي بطال، الدباغ يجيب: كلا يا مولاي لا ننسب لجلالتكم شيئًا من ذلك، وإنما نريد أن نسلك سياسة غير السياسة التي سرتم عليها عسى أن نتمكن من تخليص البلاد من مأزقها الحرج، والأمة قد اجتمعت على طلب ذلك من جلالتكم، وأرجو إجابة رغبتها، أجاب الحسين: يا ابني لكم أن تفعلوا ما تشاؤن، اما أنا فلا أتنازل لولدي علي أبدًا، عندكم الشريف علي أمير مكة السابق، وأخي ناصر، وعندكم خديوي مصر عباس حلمي، وعندكم الأشراف كثيرون، اختاروا أي واحد تشاؤن، وأنا مستعد للتنازل له.
أما ولدي علي فلا يمكن لأني أنا وهو شيء واحد خيره وشره عائد لي، أجابه الدباغ: مولاي إن الأمة التي قد سهرتم على مصالحها وحرصتم على إرضائها، هي التي اختارت الأمير علي، فنرجو من جلالتكم الموافقة. أجاب الحسين: لا يمكن قطعيا، انظروا غير ابني وأنا مستعد، أجابه الدباغ: يقول سأخبر الهيئة ثم نعلم جلالتكم.
ولما بلغ الهيئة كانت هذه الهيئة ذاك النهار والليل في مناقشاتها، واجتماع رأيها، وسرعة تقاريرها، وإمضاء عزمها آية من أعجب ما دون في تاريخ الشرق حتى أنها أقفلت أبواب مدينة جدة أثناء هذه المفاوضات، ليبقى الأمير علي فيها ويقبل البيعة.
ثم بعد المحادثة بالهاتف، أرسلت الأمة البرقية التالية، وفيها البلاغ النهائي والتهديد "صاحب الجلالة الملك المعظم بمكة الحالة حرجة جدا، وليس الوقت وقت مفاوضات، فإذا كنتم لا تتنازلون للأمير علي، فنسترحم بلسان الإنسانية أن