تتنازلوا جلالتكم، لتتمكن الأمة من تشكيل حكومة مؤقتة وإذا تأخرتم عن إجابة هذا الطلب فدماء المسلمين ملقاة على عاتقكم".
فما صدرت هذه النكتة تحول بعد مراجعتها في الهاتف عن رأيه وفكرته الأولى لما رأى الإمضاء تحتها، الحزب الوطني الحجازي، لم ير بدا من الجواب في هذه البرقية.
مكة في ٤ ربيع الأول الساعة ٤ ليلا، لا بأس قد قبلنا التنازل بكل ارتياح إذ ليس لنا رغبة إلا في سكينة البلاد وراحتها وسعادتها، فالآن عينوا لنا مأمورين من هنا يستلمون البلاد بكل سرعة ونحن نتوجه في الحال، إذا تأخرتم ووقع حادث فأنتم المسؤولون، والأشراف عندكم كثير، أرسلوا واحدا منهم أو من سواهم، علاوة على هذا إذا قبل منكم على الأمر عينوه رأسا الحسين.
ثم أبرق إلى معتمده بمصر، يقول: أن أصحابك يعني الإنكليز لم يرضهم أن على الملك ورغبوا في تعيين ابننا علي، فلا بأس، اعتمدوا ما يأتيكم منه حسين.
وما كادت الأمة تتلقى تنازله حتى بعثت إليه هذه البرقية، في ٥/ ٣ صاحب الشرف الأسمى الشريف حسين المعظم برقيتكم رقم ١٧ بحمد الله، ومساعي مولاي، قد تمت البيعة لجلالة نجلكم المعظم، وقد فاوض جلالته من يلزم في استلام البلاد، وإدارة شئونها فالمنتظر من مولاي مبارحتها بكل احترام تهدئة للأحوال.
وكتب الحزب الوطني هذا الخطاب الآتي: إلى حضرت صاحب الجلالة الملك علي بن الحسين المعظم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد بناء على طلب الأمة قد تنازل جلالة والدكم بموجب البرقية رقم ١٩ المؤرخة في ٤ ربيع الأول، وقد قررت الأمة نهائيا البيعة لجلالتكم مالكًا دسوريًا على الحجز فقط، وأن يكون للبلد مجلس نيابي وطني وقانون أساسي، تضعه جمعية تأسيسية، كما هو جاري في الأمم المتمدنة، وبما أن الوقت ضيق يضيق الآن دون تأسيس المجلس النيابي الوطني، فقد قررت الأمة أن تشكل هيئة لمراقبة أعمال الحكومة، وإنا نبايعكم على ذلك وعلى كتاب الله وسنة رسوله.