وبعث خالد بن منصور وسلطان بن ابجاد بشخصيتهما كتابا آخر إلى القناصل معناه: أن ليس لنا في رعاياكم قصد، بقي مسألة، وهي وجود علي بن الحسين ومكثه الذي هو ساع بالفساد وقطع السبل، وغير ذلك، إن كان لكم قدرة على إخراجه من جدة فأخرجوه، وإلا ميزوا رعاياكم ومن التحق بهم، عرفونا بمحلهم ونحن به أبصر .. إلخ. الجواب مطلوب بحال السرعة، فجاءهما الجواب.
بعد الاحترام وصلنا كتابكم ولا يخفا كما أن حكوماتنا ملتزمة الحياد التام في الحرب القائمة بين نجد والحجاز وعلى ذلك فنحن محايدون ولا يمكننا التدخل بأي وجه كان في هذا الخصام، وقد أخذنا عليكما أمرًا محكما بأن ليس لكما نظر في رعايانا، ونؤيد مضمون كتابنا الأول والآخر بهم والسلام، ٤ نوفمبر معتمد قنصل جلالة ملك بريطانيا، نايب قنصل ملك هولندا، قنصل جنرال جلالة ملك إيطاليا، وكيل قنصل جلالة شاه إيران.
ثم أنه بعث الحزب الوطني إلى خالد بن منصور المنشور الذي فيه القسم المغلظ تاريخ ٧/ ٣ الذي قدمنا فبعث الجواب الآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إلى محمد الطويل واتباعه من الأعضاء المذكورين وكافة أهل جدة وسكانها، سلام على عباد الله الصالحين، أما بعد.
فقد وصل إلينا منشوركم وما أشرتم به كان لدينا معلوم، وتعلمون أن ليس لنا معشر المسلمين قصد إلا امتثال أمر الله تعالى وفرائضه التي أمرنا بها، ومحبة من قام بها وإن كان عبدا حبشيا، وإن كان أبعد الأبعدين ومعاداة الكفار والمشركين؛ وإن كانوا أقرب الأقربين، ثم ذكر آيات من آيات الولاء والبراء، فقال بعدها فمن قام منكم بما ذكرتم فطريقه طريق المسلمين، له ما لهم وعليه ما عليهم، وأما تأمينكم فقد أتاكم كتاب الإمام وبه الكفاية وهذا زيادة تأكيد منا لخواطركم كافة لمن أتى أو بقي فعلية ذمة المسلمين، يكون آمنا مطمئنا يكون معلوما حرر في ٢٠/ ٣ وبعث في طيه