للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خطاب جلالة الملك عبد العزيز بن سعود الذي قد وجه إلى أهل الحجاز قاطبة قبل أن يتم له الاستيلاء على مكة وهذا نصه:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى كافة من يراه من إخواننا، أهالى مكة وجدة وتوابعها من الأشراف والأعيان والمجاورين والسكان وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه آمين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد.

فإن الموجب لهذا الكتاب هو شفقتنا على المسلمين، والصلاح في أحوالهم، في أمر دينهم ودنياهم، ولم نزل نكرر على الحسين النصائح على ما يجمع شمل العرب لتكون كلمتهم واحدة، ولكن الطبع يغلب التطبع ولا يحتاج تطويل الشرح بما انطوى عليه، إن أكبر شاهد على ذلك ما رأيتموه منه، وشاهدتموه من أقواله وأفعاله في هذه البقع المباركة التي هي مهابط الوحي، مما ينكره عقل كل مسلم، وعلاوة على ذلك ينكره كل من يحب المسلمين ولو لم يكن منهم، فالرجل ترك مزايا الانصاف وهي ما انتسب في هذا البيت الكريم؛ وأهمل حقوق هذه البقعة المباركة عليه في عدم ركوب طريقة السلف الصالح التي هي شرفه وشرف المسلمين خصوصًا وشرف العرب عموما، ولاشك أنه من ترك ما كان عليه النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وخلفائه وأصحابه، وهو يتسمى باسم الإسلام، وبالخصوص إن كان من أهل البيت الشريف وطمح إلى غيره من الزخارف التي هى أكبر شؤم على الإسلام خصوصًا وعلى العرب عموما فهو لا خير فيه، فمنذ دخل الحجاز يجعل أكبر همه الإيقاع بنجد والنجديين، وقد تظاهر بذلك منذ أن تفرد بالحكم، وقبض على زمام الأمور فيها، وقد بلغ منه التهور أن قد منع أهل نجد قاطبة عن حج بيت الله الحرام، وهو أحد الأركان الخمسة، فهذا فضلا عما يأتيه هو وعماله من المظالم والمعاملات القاسية تجاه حجاج بيت الله الحرام الذين يأتون من مشارق الأرض ومغاربها، وفي هذه المدة قد تركنا التدخل في أمور الحجاز لأجل احترام هذا البيت ورجاءًا للسلم والأمان، ولكن من الأسف أننا لم