للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مفوضا، وإن لم يكن مفوضا يمهل خصمه بدون حركة حتى يقدم الإمام عبد العزيز، وأن عليا يأمل وصول الإمداد إليه والدبابات والطيارات، فإن وافق على ذلك خاله وإلا تأخذوا في أسباب رجوعكم إلى جدة حالًا، قبل وصول كتاب الملك للأمير، والحذر من التأخير.

ولما أن وصل الوفد إلى مكة المكرمة، ووضع المسألة على بساط البحث مع الأمير خالد بن منصور، لم يدع الأمير لهم مجالا للبحث بل تصلب وخيّرهم بين ثلاث مسائل، إما أن يقبضوا على الملك علي، وإما أن يجبروه على مبارحة الحجاز، وأما أن لا يقدروا لضعفهم، فلديهم خارج البلدة قوة من الجيش النجدي المرابط يساعدونهم على ما يريدون، وكان مع الوفد رجل اسمه عثمان باعثمان جاء في معيتهم موفدا وهو جاسوس من رئيس الحزب محمد طويل ليترصد حركاتهم وأعمالهم، ولا عجب من نصح الطويل وإخلاصه للبيت الهاشمي، لأنهم سبب تقدمه وغناه ورفعته، ولما أن رجع الوفد يحمل شروط خالد ليعرضها على الأمة لترى المصلحة التي تتلافى بها منفعتها وصل إلى جدة في ٢٦/ ٣ الموافق ليوم السبت، فاجتمعت الأمة في الثانية عشر ليلا من ذلك اليوم، وعزموا على الهجوم على دار الملك ليجبروه على التنازل، لكن الرئيس محمدا لما علم بالهجوم الذي سيحصل على الملك علي أرسل رسولا في تلك الساعة إلى مولاه، فاستعد الملك بالحرس على بيته ورأت الأمة أن تؤجل المسألة إلى الغد؛ فلما اجتمعت الأمة قام حضرة الرئيس وسأل الأمة عن إجتماعها، فقالوا لدعوتك لنا وتقرير مصيرنا، فقام وهددهم وصاح وأرغى وأزبد، ثم قال من الآن أعد نفسي منفصلا عن الحزب، فألغي الحزب، وصارت الأمة في وجل والأعضاء في جدال، فانحل الحزب في تلك الساعة من اليوم ٢٧ من ربيع الأول المواقف للأحد.

ثم أمر الملك علي بالقبض على بعض رجال الحزب وهم صالح شطا، وقاسم زينل، وعبد الرحمن باجنيد، وعلي سلامة؛ وسليمان عزابة، وقدمهم للمحكمة العسكرية بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم، فامتثل الأمر وزير الحربية، وطلبهم