طفت في غالب الأماكن والأقطار لم تجد مثلها في التمسك بالدين، وأظنك أيها المنصف توافق على ذلك وهذا على حسب الزمان، وإلا فإن الكمال عزيز؛ وإني لأنصح وأحذر من تقاليد الأجانب في الأخلاق ومدينتهم العاطلة، فما فاز شعب إلا بالثبات على الأديان السماوية والتمسك بشرائع المرسلين، وما حصل الضعف والوهن والفشل إلا بالانخلاع من ذلك والانخداع للأعداء.
أما ما كان عن منتوجاتها فلديهم النخيل المختلفة في الثمار وأنواع الحبوب من الحنطة والذرة والدخن بأنواعه والبطيخ والحبحب والرمان الحسن والعنب والباذنجان واللوبيا والطماطم والكوسة وسائر أنواع الخضراوات والبساتين، ولديهم تربية الإبل والغنم والخيل، ويعتمدون على البر واللبن واللحوم، وكان يشق المدينة من الشمال إلى الجنوب وادي يدعى الفاجرة لا يكاد يجري إلا في كثرة السيول وقد يسبب أضرارًا إذا جرى لأنه يفسد ما أمامه من العمران، وهناك وادي يقع عنها شمالًا بشرق يدعى الودي إذا جرى فإنهم يخرجون نحوه للنزهة والفرجة لكونه لا يبعد عن البلد بأكثر من كيلوين ويحفها من جهة الشمال والغرب البساتين والنخيل الكثيرة الجميلة وتمتد هذه النخيل من الشمال إلى الجنوب غربي البلد بقدر خمسة أميال حتى تتصل بفيحان جنوبًا، وفي الجنوب الشرقي تقع حارة منها وهي السادة فيها نخيل وبساتين، وفي هذا الموضع آثار حصن عظيم قد ضاد ثويني وإبراهيم باشا وكان ذلك الحصن عظيم الحيطان بحيث يبلغ مسطح الحائط ثلاثة أمتار ولا تزال بقيته موجودة حتى الآن.
أما القرى التابعة لبريدة فمثل الشماس والقويع والزرقاء والجرية والقرعاء والشقة العليا والسفلى وهي قرية فيها معدن الملح المشهور بملح ضاري وخب البريدي وفيه آثار حصون قوية عظيمة قديمة ويبلغ سكانه على العموم أربعة آلاف نسمة والقصيعة والمريدسية والعريمضي والغماس والبصر وخب روضان واللسيب وقرية الخضر ورواق وفيحان وكان قرية عظيمة قد امتازت بالنخيل وكثرة السكان ويقدر سكانه بخمسة عشر ألفًا ولديه قوة في البناء والقصور ويوشك أن يتصل