في القشلة، وهذه المراكز هي أبو بصيلة، والشرفية، والكندرة، والمشاط، والعقم، والطابية اليمانية، فالطابية هي جناح الجيش الأيمن وأبو بصيلة جناحه الأيسر، وهناك خارج الخط النزلة اليمانية وهي مهجورة على مسافة ميلين من جدة إلى الشرق الجنوبي وفيها حامية من البدو صغيرة مائة نفر لا غير، ونزلة بني مالك على مسافة ميلين من جدة إلى الشمال الشرقي وفيها حامية أخرى صغيرة من البدو، ثم الرويس وهي أقرب القرى إلى جدة من الشمال، فهذه قوة الجيش الهاشمي.
أما عدد الجيش النجدي فقد كانت محصورة بالمدفعية والبنادق والرشاشات، ولقد كان في خزانة الرياض مدافع كثيرة من أنواع مختلفة ولكن السلطان عبد العزيز لم يأمر بإحضار شيء منها إلى الحجاز بل كانت المدافع التي استخدمها في هذه الحرب الذي غنمها جيشه في الطائف والهدى، وما وجد في مكة وكلها أسلحة طيبة صالحة للعمل صحراوية وجبلية لا يقل عددها عن عشرين مدفعًا كانت تظهر تدريجيًا أو بقدر ما يمكن الاستعمال منها في وقت واحد، أضف إلى ذلك الرشاشات الكثيرة والذخيرة الوافرة التي وجد أكثرها في قلعة جياد بمكة.
أما الجنود فقد كانت القوة في العسكر يوم الزحف الأول أربعة آلاف والقوة الزاحفة مثلها وفيها الإخوان من أهل الغطغط، وأهل ساجر، وأهل دخنة، وقحطان، والداهنة، وركبة وغيرهم وفيها من الحضر الوية من أهل القصيم وأهل العارض، ثم جاء في رمضان فيصل الدويش أمير الأرطاوية بجيش من مطير وتلاه سبيع والسهول وبعد هؤلاء وصل الأمير فيصل عائدًا من نجد بنجدة كبيرة، فبلغ عدد الجيش في الجبهة وورائها نحو عشرة آلاف، أضف إلى ذلك الجنود الذين كانوا محاصرين للمدينة والسرايا التي كانت مرابطة حول ينبع والوجه والعلا بما كان مجموع العدد قد أصبح يبلغ اثني عشر ألف مقاتل ولا طيارة ولا سيارة، بل يغيرون على الخيل والمطايا، ومع هذا فقد فاق جند نجد بالبسالة والتقدم لأنهم يدافعون عن اعتقادات ووطنية بدون جعل ولا مقاضاة.
أما جند الحجاز فبالعكس لا يقبض السلاح بيد إلا واليد الأخرى فيها المرتب، زد على ذلك جهلهم بالحرب وضعف قلوبهم، وكان توزيع الجيش النجدي أن