واتصلت بالعاصمة ببريد هيئت للذهاب والإياب، ومن القرى الصغار واسط، ونقرة البسام، والمويه، والنخلات، وغضي بالتصغير.
ومن أهم مدن القصيم عنيزة التي تبعد عن العاصمة باثني عشر ميلًا إلى جهة الجنوب، وكانت كثيرة البساتين، وكانت تمتار على بقية مدن القصيم بتكاتف أهلها وتعاضدهم، والنهضة ببلدهم، ولديهم بشاشة في الضيف إذا كان شريفًا، وبالرغم من الأهالي في نهضتها فإنها لا تزال متأخرة في العمران، وكثرة السكان بحيث يقد سكانها على الثلث من سكان بريدة، وكانت تضم مدارس ابتدائية ومدرسة ثانوية وحربية، وفيها مساجد عامرة بالصلوات، ولديهم أدب، غير أن التجارة أقل من بريدة؛ ومن رجالها الشيخ عبد الرحمن بن ناصر سعدي صاحب التدريس والمؤلفات الحسنة، كان يدرس في المسجد الجامع الكبير فيها ويؤم فيه، ويظهرون تعظيمه لما له من المؤهلات ودماثة الأخلاق، ويفتي ويقنع السائل، ومن أكبر الأسر فيها آل سليم الأمراء، وآل بسام، وآل نعيم، ولا تزال الدينة تطلب الشرف لأن رجالها متكاتفون، ولديهم أدب، وفيها محطة للاسلكي التلغراف، وأنشئ عندهم مطار البريد الجوي، ثم أزيل كغيره لما جمع القصيم على مطار أقليمي، أما قضاتها فمنهم العويضي، وصالح بن عثمان القاضي، وعبد الله بن محمد بن مانع، ثم إنه جعل بعده في القضاء الشيخ محمد بن عبد الله بن حسين، وبعده بن عودان، ثم بن عقيل، وحواليهم وادي أبي علي الواقع بينها وبين العاصمة وقد ملئ بالنخيل والغراس لأهل عنيزة، وفيه عيون غير أن هناك مادة سبخة مالحة تحدث في جوه تكديرًا وقد امتدت النخيل والأثل في ذلك الوادي بكثرة، ولا يزالون في طلب المياه العذبة من الآبار الارتوازية، وقد حصل المقصود، ومما هو جدير بالذكر أنه انفجر في الوادي عين عذبة كما أنه انفجر في الزغيبية عين قوية لعبد الله بن سليمان كعيون بريدة غير أنها بعيدة عن عنيزة ومستقبل الأمور يبشر بخير إن شاء الله (١).
(١) سيأتي بقية ذكر لمشاريع القصيم فيما يمر بنا من التاريخ.