ومن أهم بلدان القصيم الرس التي تقع عن عنيزة غربًا على قدر مسافات خمسة وثلاثين ميلًا من العاصمة، وفيها قاضي ومدارس، وفي الأهالي نشاط وتقدم وفيه محطة للتغراف اللاسلكي، وحوالي الرس قصر بن عقيل وفيه مدرسة أميرية وسكانه لا بأس بهم، وهناك الشنانة والقوعي والرسيس.
ومن أهم بلدان القصيم مدينة الخبراء ورياض الخبراء وقد عمرت الخبراء في سنة ١١٤٠ هـ، ومن أهم بلدان القصيم مدينة البكيرية التي عمرت في سنة ١١٨٠ هـ، وتشتمل على خمسة عشر ألف نسمة، وأهلها هادؤن وإليها تنسب الواقعة التي بين ابن سعود وابن رشيد، ولأهلها عناية في الدراسة وهمة في تربية البقر والمواشي، وكذلك أيضًا البدائع ذات المنازل والقصور الكثيرة، وكانت قابلة للزراعة ولأهلها همة في الزراعة ولديهم قوة ونشاط، وهذه المدن فيها أمراء وقضاة وكلها لا تبعد عن عنيزة بأكثر من خمسة وعشرين ميلًا، وكذلك الهلالية وصبيح والنبهانية ففيها مدارس ومساجد.
ومن مدن القصيم أيضًا المذنب الذي يبعد عن بريدة جنوبًا بمرحلتين وله مستقبل لما فيه من المدارس.
أما ما كان عن شمال القصيم وشرقه فهناك قصيبا وهي تبعد عن بريدة بمرحلتين، وكان فيها عيون ونخيل وزراعة؛ غير أن جوها غير مستقيم لكثرة تعفن المياه هناك، لذلك تكثر فيها الملاريا ولا يسلم من تلك الحمى غير العبيد فيها، وبمرور السيارات فيها تقل عنهم تلك التكديرات الناشئة عن المستنقعات، ولا سيما إذا عبدت الطرق بينها وبين العاصمة.
ثم عيون الجواء وينسب إليها أنها مأوى لعنترة بن شداد، وكان يروى أن قبر مالك بن نويرة في غربي القصير قريب الضلفعة التي تقدم ذكرها.
أما الأسياح فتقع في شرقي القصيم وتعرف في المعاجم بالنباج؛ وهي قرى ذكروا أن أول من اختطها عبد الله بن كريز بن عامر.