رجل يلوح بالعلم الأبيض فوقفت سيارة السلطان ونزل الرجل من سيارته فإذا هو رسول المعتمد يحمل هذا الكتاب وإليك نصه:
عدد ٢٥ جدة في ١٦ ديسمبر ١٩٢٥ م:
حضرة صاحب العظمة السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل السعود سلطان نجد بعد الاحترام مراعاة للإنسانية ولأجل تسهيل عودة السلام والرفاهية في الحجاز أكون مسرورًا إذا تفضلتم عظمتكم بالموافقة على مقابلتي في الرغامة غدًا يوم الخميس قبل الظهر أو بعد ذلك بأسرع ما يمكن هذا وتفضلوا بقبول وافر التحية وعظيم الاحترام.
نائب معتمد وقنصل بريطانية العظمى - وكيل قنصل جوردن
فلما وصل السلطان إلى الرغامة أجاب بهذا الجواب: الرغامة ٣٠ جمادى الأولى ١٣٤٤ هـ.
من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى سعادة المعتمد البريطاني "المستر جوردن" المفخم تحية وسلامًا قد تناولت كتابكم المؤرخ في ١٦ ديسمبر ١٩٢٥ م وفهمت ما تضمنه وقد حضرنا لمقابلتكم في المحل الذي يخبركم به "المنشي إحسان الله" هذا وتقبلوا فائق احتراماتي.
الختم السلطان.
سمع بعض الأهالي عن وساطة القنصل الإنكليزي في الأمر فأبوا ذلك وذهبوا لدار علي واحتجوا وطلبوا أن يسلمهم البلاد وهم يسلمونها لابن سعود ولا دخل ولا وساطة لأجنبي في بلادهم فوعدهم وأخلف.
ولما كان صباح الخميس من الغد غرة جمادى الثانية في الساعة العاشرة وصل المعتمد البريطاني إلى مقر السلطان في الرغامة موضع الاجتماع وبعد ما تشرف بمقابلة السلطان قال بعد التحية: أن الحكومة البريطانية لا تزال مقيمة على الحياد في قضية الحجاز ولكنه بالنظر إلى ما تجسم من حالة جدة وبالنظر لمعرفة أن عظمتكم يفضل السلم على الحرب ويرغب في راحة المسلمين وحقن دماء الأجانب فبناء على طلب الملك علي وحكومته التسليم أتوسط في تقديم شروطه وهذا لغاية إنسانية صافية، فلما ألقيت الشروط بين يديه أقرها بعد التعديل في شيء منها.