للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج إليكم فمن الآن فدعوه، فإنه في عزة ومنعة من قومه وبلده. قال: فقلنا له: قد سمعنا ما قلت: فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت، قال: فتكلم رسول الله فتلا القرآن ودعا إلى الله ورغب في الاسلام. قال: " أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم " قال: فأخذ البراء بن معرور بيده [و] قال نعم! فوالذي بعثك بالحق [نبيا] لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا (١) فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أبناء الحروب [وأهل الحلقة] (٢) ورثناها كابرا عن كابر. قال: فاعترض القول، والبراء يكلم رسول الله ، أبو الهيثم بن التيهان فقال: يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها - يعني اليهود - فهل عسيت إن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ قال: فتبسم رسول الله ثم قال: " بل الدم الدم، والهدم الهدم (٣). أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم " قال كعب وقد قال رسول الله : " أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم بما فيهم " فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا، تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس.

قال ابن إسحاق: وهم أبو أمامة أسعد بن زرارة المتقدم، وسعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، وعبد الله بن رواحة [بن ثعلبة] (٤) بن امرئ القيس [بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر] (٤) بن مالك [الأغر] (٥) بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، ورافع بن مالك بن العجلان المتقدم، والبراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج، وعبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، وعبادة بن الصامت المتقدم، وسعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن (٦) خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن


(١) أزرنا: أي نساءنا، والمرأة قد يكنى عنها بالإزار، وقد يكنى بالإزار عن النفس أيضا.
(٢) ما بين معكوفين من ابن هشام.
(٣) كانت العرب تقول عند عقد الحلف والجوار: دمي دمك وهدمي هدمك أي ما هدمت من الدماء هدمته أنا. ويروى أيضا: اللدم اللدم، والهدم الهدم. وعن ابن هشام الهدم: يعني الحرمة: أي ذمتي ذمتكم وحرمتي حرمتكم. وعلق السهيلي على قول ابن هشام قال: وإنما كنى ابن هشام على حرمة الرجل وأهله بالهدم " لأنهم كانوا أهل نجعة وارتحال، ولهم بيوت يستخفونها يوم ظعنهم، فكلما ظعنوا هدموها. (الخبر في ابن هشام ٢/ ٨٢ ونقله الطبري عنه ٢/ ٣٦٢).
(٤) من ابن هشام.
(٥) من الاستيعاب.
(٦) في الأصول والاستيعاب، بن خزيمة، وفي ابن هشام ابن أبي خزيمة، وفي شرح السيرة لأبي ذر ابن أبي حزيمة، وقال في الاستيعاب: ويقال فيه: ابن أبي حليمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>