للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقيموا لنا ديناً حنيفاً فأنتموا * لَنَا غَايَةٌ، قَدْ يُهْتَدَى بِالذَّوَائِبِ وَأَنْتُمْ لِهَذَا النَّاسِ نورٌ وَعِصْمَةٌ * تُؤَمُّونَ وَالْأَحْلَامُ غَيْرُ عَوَازِبِ وَأَنْتُمْ إِذَا مَا حصَّل النَّاسُ جوهرٌ * لَكُمْ سرة البطحاء شمُّ الأرانب تصونون أنساباً كراماً عتيقةً * مهذبة الأنسابِ غير أشائب (١) يرى طالبُ الْحَاجَاتِ نَحْوَ بُيُوتِكُمْ * عصائبَ هَلْكَى تَهْتَدِي بِعَصَائِبِ لَقَدْ عَلِمَ الْأَقْوَامُ أَنَّ سُراتكم * عَلَى كُلِّ حَالٍ خَيْرُ أَهْلِ الْجَبَاجِبِ (٢) وَأَفْضَلُهُ رَأْيًا وَأَعْلَاهُ سُنةً * وأقولُه للحقِّ وَسْطَ الْمَوَاكِبِ فَقُومُوا فَصَلُّوا رَبَّكُمْ وَتَمَسَّحُوا * بِأَرْكَانِ هَذَا الْبَيْتِ بَيْنَ الْأَخَاشِبِ (٣) فَعِنْدَكُمْ مِنْهُ بلاءٌ ومصدقٌ * غداةَ أَبِي يَكْسُومَ هَادِي الْكَتَائِبِ كَتِيبَتُهُ بِالسُّهْلِ تَمْشِي وَرَجْلُهُ * على القاذفات في رؤوس الْمَنَاقِبِ فَلَمَّا أَتَاكُمْ نَصْرُ ذِي الْعَرْشِ رَدَّهُمْ * جُنُودُ الْمَلِيكِ بَيْنَ سافٍ وَحَاصِبِ فَوَلَّوْا سِرَاعًا هاربين ولم يؤب * إلى أهله مِلحُبشِ غيرُ عَصَائِبِ فَإِنْ تَهْلِكُوا نهلِكْ وتهلكْ مواسمٌ * يعاشُ بِهَا، قَوْلُ امرئٍ غيرِ كَاذِبٍ وَحَرْبُ دَاحِسٍ التي (٤) ذَكَرَهَا أَبُو قَيْسٍ فِي شِعْرِهِ كَانَتْ فِي زَمَنِ الْجَاهِلِيَّةِ مَشْهُورَةً، وَكَانَ سَبَبَهَا فِيمَا ذَكَرَهُ أبو عبيد مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى وَغَيْرُهُ: أَنَّ فَرَسًا يُقَالُ له دَاحِسٌ كَانَتْ لِقَيْسِ (٥) بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ رَوَاحَةَ الْغَطَفَانِيِّ.

أَجْرَاهُ مَعَ فَرَسٍ لِحُذَيْفَةَ بن بدر بن عمرو بن جؤبة الْغَطَفَانِيِّ أَيْضًا يُقَالُ لَهَا الْغَبْرَاءُ، فَجَاءَتْ دَاحِسُ سَابِقًا فَأَمَرَ حُذَيْفَةُ مَنْ ضَرَبَ وَجْهَهُ فَوَثَبَ مَالِكُ بْنُ زُهَيْرٍ فَلَطَمَ وَجْهَ الْغَبْرَاءِ، فَقَامَ حَمَلُ بْنُ بَدْرٍ فَلَطَمَ مَالِكًا، ثُمَّ إِنَّ أَبَا جُنَيْدِبٍ الْعَبْسِيَّ لَقِيَ عَوْفَ بْنَ حُذَيْفَةَ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ لَقِيَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ مالكاً فقتله، فشبت الْحَرْبُ بَيْنَ بَنِي عَبْسٍ وَفَزَارَةَ فَقُتِلَ حُذَيْفَةُ بْنُ بَدْرٍ وَأَخُوهُ حَمَلُ بْنُ بَدْرٍ وَجَمَاعَاتٌ آخَرُونَ، وَقَالُوا فِي ذَلِكَ أَشْعَارًا كَثِيرَةً يَطُولُ بسطها وذكرها.

قال ابن هشام: وأرسل قيس داحساً وَالْغَبْرَاءَ وَأَرْسَلَ حُذَيْفَةُ الْخَطَّارَ وَالْحَنْفَاءَ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ (٦) قَالَ وَأَمَّا حَرْبُ حَاطِبٍ [فَيَعْنِي حَاطِبَ] بْنَ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بن


(١) في ابن هشام: تصونون أجسادا بدل تصونون أنسابا.
(٢) الجباجب: المنازل، واحدها، جبجبة، قال السهيلي هي منازل منى.
(٣) الاخاشب: أراد الاخشبين، جبلا مكة.
(٤) في الاصل: الذي، والصواب ما أثبتناه.
(٥) قيس بن زهير سيد بني عبس وكان يلقب بقيس الرأي.
لجودة رأيه من أقواله: أربعة لا يطاقون: عبد ملك.
نذل شبع، وأمة ورثت، وقبيحة تزوجت.
(٦) اختلفت الآراء حول ملكية داحس والغبراء، أنظر في ذلك: العقد الفريد ج ٣ / ٣١٣ سيرة ابن هشام ١ / ٣٠٣ = (*)

<<  <  ج: ص:  >  >>