للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد المطلب وأبو جهل بن هشام وهم مصعدون إلى أعلى مكة، فنظر إليها عتبة تخفق أبوابها يبابا ليس بها ساكن، فلما رآها كذلك تنفس الصعداء وقال:

وكل دار وإن طالت سلامتها … يوما ستدركها النكباء والحوب (١)

قال ابن هشام: وهذا البيت لأبي دواد الأيادي في قصيدة له. قال السهيلي: واسم أبي دواد حنظلة بن شرقي وقيل حارثة. ثم قال عتبة: أصبحت دار بني جحش خلاء من أهلها. فقال أبو جهل: وما تبكي عليه من فل بن فل (٢) ثم قال - يعني للعباس - هذا من عمل ابن أخيك، هذا فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وقطع بيننا.

قال ابن إسحاق: فنزل أبو سلمة وعامر بن ربيعة وبنو جحش بقباء على مبشر بن عبد المنذر ثم قدم المهاجرون أرسالا، قال: وكان بنو غنم بن دودان أهل إسلام، قد أوعبوا إلى المدينة هجرة، رجالهم ونساؤهم وهم: عبد الله بن جحش، وأخوه أبو أحمد، وعكاشة بن محصن، وشجاع، وعقبة ابنا وهب، وأربد بن جميرة (٣) ومنقذ بن نباتة، وسعيد بن رقيش، ومحرز بن نضلة، وزيد (٤) بن رقيش، وقيس بن جابر، وعمرو بن محصن، ومالك بن عمرو، وصفوان بن عمرو، وثقف بن عمرو وربيعة بن أكثم. والزبير بن عبيدة، وتمام بن عبيدة، وسخبرة بن عبيدة، ومحمد بن عبد الله بن جحش. ومن نسائهم زينب بنت جحش، وحمنة بنت جحش، وأم حبيب بنت جحش، وجد أمة بنت جندل، وأم قيس بنت محصن، وأم حبيب بنت ثمامة، وآمنة بنت رقيش، وسخبرة بنت تميم. قال أبو أحمد بن جحش في هجرتهم إلى المدينة:

ولما رأتني أم أحمد غاديا … بذمة من أخشى بغيب وأرهب

تقول: فإما كنت لا بد فاعلا … فيمم بنا البلدان ولننا يثرب

فقلت لها ما يثرب بمظنة (٥) … وما يشأ الرحمن فالعبد يركب

إلى الله وجهي والرسول ومن يقم … إلى الله يوما وجهه لا يخيب

فكم قد تركنا من حميم مناصح … وناصحة تبكي بدمع وتندب

ترى أن وترا نائيا عن بلادنا … ونحن نرى أن الرغائب نطلب (٦)

دعوت بني غنم لحقن دمائهم … وللحق لما لاح للناس ملحب


(١) الحوب: التوجع، وقيل: الحاجة وقيل: الحوب: الاثم.
(٢) في ابن هشام: من قل بن قل، وقال: القل: الواحد.
(٣) وقال ابن هشام: ويقال ابن حميرة، وفي الاستيعاب: ابن حمير.
(٤) في ابن هشام: يزيد.
(٥) في ابن هشام: فقلت لها: بل يثرب اليوم وجهنا ..
(٦) في ابن هشام: نأينا بدلا من نائيا

<<  <  ج: ص:  >  >>