للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا رسول الله هذا رأس عدوالله.

فقال: " اللَّهُ الَّذِي لَا إله غيره؟ ".

وكان يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ نَعَمْ! وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهٍ غَيْرُهُ ثُمَّ أَلْقَيْتُ رَأْسَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ.

هَكَذَا ذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ رَحِمَهُ اللَّهُ.

وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ (١) مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ الْمَاجِشُونِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.

قَالَ: إِنِّي لَوَاقِفٌ يَوْمَ بَدْرٍ فِي الصَّفِّ فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلَامَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أكون بين أظلع مِنْهُمَا فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ: يَا عَمِّ أَتَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ فَقُلْتُ

نَعَمْ وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ؟ قَالَ أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَغَمَزَنِي الْآخَرُ فَقَالَ لِي أَيْضًا مِثْلَهَا، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ وَهُوَ يَجُولُ فِي النَّاسِ فقلت ألا تريان؟ هذا صاحبكم الَّذِي تَسْأَلَانِ عَنْهُ فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلَاهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ: " أَيُّكُمَا قَتَلَهُ ".

قَالَ كُلٌّ مِنْهُمَا أَنَا قَتَلْتُهُ.

قَالَ: هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟ " قَالَا: لَا.

قَالَ فَنَظَرَ النَّبيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السيفين فقال: " كلاهما قَتَلَهُ " وَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الجموح - والآخر معاذ بن عَفْرَاءَ.

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ.

قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: إِنِّي لَفِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ إِذِ الْتَفَتُّ فَإِذَا عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَتَيَانِ حَدِيثَا السِّنِّ فَكَأَنِّي لَمْ آمَنْ بِمَكَانِهِمَا إِذْ قَالَ لِي أَحَدُهُمَا سِرًّا مِنْ صَاحِبِهِ: يَا عَمِّ أَرِنِي أَبَا جَهْلٍ، فَقُلْتُ يَا ابْنَ أَخِي مَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ عَاهَدْتُ اللَّهَ إِنْ رَأَيْتُهُ أَنْ أقتله أو أموت دونه، وقال لِي الْآخَرُ سِرًّا مِنْ صَاحِبِهِ مِثْلَهُ، قَالَ فما سرني أنني بَيْنَ رَجُلَيْنِ مَكَانَهُمَا فَأَشَرْتُ لَهُمَا إِلَيْهِ فَشَدَّا عَلَيْهِ مِثْلَ الصَّقْرَيْنِ حَتَّى ضَرْبَاهُ وَهُمَا ابْنَا عفراء.

وفي الصحيحين أيضاً: من حديث أبي (٢) سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: " من ينظر ماذا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ " قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَانْطَلَقَ فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَدَ.

قَالَ: فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ قال فقلت: أنت أبو جهل؟ فقال وهل فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ - أَوْ قَالَ قَتَلَهُ قَوْمُهُ (٣) - وَعِنْدَ الْبُخَارِيِّ: عَنْ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن قَيْسٍ (٤) عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ أَتَى أَبَا جَهْلٍ فَقَالَ: هَلْ أَخْزَاكَ اللَّهُ؟ فَقَالَ: هَلْ أَعْمَدُ مِنْ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ.

وَقَالَ الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ وَهُوَ


(١) أخرجه البخاري عن مسدد في كتاب الخمس - باب من لم يخمس الاسلاب.
وأخرجه أيضاً في المغازي عن ابن المديني ويعقوب بن إبراهيم.
وأخرجه مسلم في ٣٢ كتاب الجهاد ١٣ باب ح ٣٢ ص ١٣٧٢.
عن يحيى بن يحيى.
(٢) في البخاري والبيهقي: سليمان.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب المغازي ٨ باب قتل أبي جهل فتح الباري ٧ / ٢٩٣ وفيه عن سليمان التيمي.
ورواه
مسلم في كتاب الجهاد والسير - باب قتل أبي جهل ٣ / ١٤٢٥.
(٤) أخرجه البخاري في ٦٤ كتاب المغازي ٨ باب قتل أبي جهل ح ٣٩٦١ فتح الباري ٧ / ٢٩٣.
وفيه: عن أبي أمامة عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
وليس كما في الاصل: إسماعيل بن قيس فهو تحريف.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>