للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَعَنَ دِيَتَهُ.

فَلَا أَرَبَ لَنَا فِي دِيَتِهِ وَلَسْنَا نَمْنَعُكُمْ أَنْ تَدْفِنُوهُ " (١) وَذَكَرَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَخَرَجَ نَوْفَلُ بن عبد الله بن المغيرة المخزومي فسأل الْمُبَارَزَةَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فَضَرَبَهُ فَشَقَّهُ بِاثْنَتَيْنِ حَتَّى فلَّ فِي سَيْفِهِ فَلًّا وانصرف وهو يقول: إنِّي امرو أَحْمِي وَأَحْتَمِي * عَنِ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى الْأُمِّي (٢) وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ (٣) : أَنَّ نَوْفَلًا لَمَّا تَوَرَّطَ فِي الْخَنْدَقِ رَمَاهُ النَّاسُ بِالْحِجَارَةِ فَجَعَلَ يَقُولُ:

قِتْلَةٌ أَحْسَنَ مِنْ هَذِهِ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ.

فَنَزَلَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ فَقَتَلَهُ وَطَلَبَ الْمُشْرِكُونَ رِمَّتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالثَّمَنِ فَأَبَى عَلَيْهِمْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمْ شَيْئًا وَمَكَّنَهُمْ مِنْ أَخْذِهِ إِلَيْهِمْ وَهَذَا غَرِيبٌ مِنْ وَجْهَيْنِ.

وَقَدْ رَوَى الْبَيْهَقِيُّ: مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بن يزيد، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: جُعِلْتُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فِي الْأُطُمِ، وَمَعِي عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، فَجَعَلَ يُطَأْطِئُ لِي فأصعد على ظهره فأنظر [إليهم كيف يقتتلون، وأطأطئ له، فيصعد فوق ظهري فينظر] (٤) قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى أَبِي وَهُوَ يَحْمِلُ مَرَّةً هاهنا ومرة هاهنا، فما يرتفع له شئ إِلَّا أَتَاهُ، فَلَمَّا أَمْسَى جَاءَنَا إِلَى الْأُطُمِ قلت يا أبة رَأَيْتُكَ الْيَوْمَ، وَمَا تَصْنَعُ قَالَ " وَرَأَيْتَنِي يَا بُنَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي (٥) .

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيُّ أَخُو بَنِي حَارِثَةَ: أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ كَانَتْ فِي حِصْنِ بَنِي حَارِثَةَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَكَانَ مِنْ أَحْرَزِ حُصُونِ الْمَدِينَةِ.

قَالَ: وَكَانَتْ أُمُّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ مَعَهَا فِي الْحِصْنِ.

قَالَتْ عَائِشَةُ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عَلَيْنَا الْحِجَابُ.

قَالَتْ فَمَرَّ سَعْدٌ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ مُقَلَّصَةٌ، قَدْ خَرَجَتْ مِنْهَا ذِرَاعُهُ كلها وفي يده حربته يرفل بها ويقول: لبث قليلا يشهد الهيجا جمَل * لَا بَأْسَ بِالْمَوْتِ إِذَا حَانَ الْأَجَلْ (٢) فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: الْحَقْ بُنَيَّ فَقَدْ وَاللَّهِ أَخَّرْتَ.

قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لَهَا يَا أُمَّ سَعْدٍ وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ دِرْعَ سَعْدٍ كَانَتْ أَسْبَغَ مِمَّا هِيَ.

قَالَتْ: وَخِفْتُ عَلَيْهِ، حَيْثُ أَصَابَ السهم منه، فرمى


(١) نقله البيهقي عن موسى في الدلائل ٣ / ٤٠٤.
(٢) رواه البيهقي في الدلائل ج ٣ / ٤٣٧ وزاد في آخره.
أن علياً طعنه في ترقوته فمات.
انظر الحاشية رقم ٢.
وهو الارجح لما تقدم من حديثي الإمام أحمد وابن عقبة.
ولعل إقحام رواية ابن إسحاق للخبر في مقتل عمرو سهو من الناسخ.
(٣) تاريخ الطبري ٣ / ٤٩.
(٤) من دلائل البيهقي.
(٥) رواه البيهقي في الدلائل ج ٣ / ٤٤٠.
(٦) جمل: قال أبو ذر: جمل اسم رجل وهذا الرجز تمثل به سعد.
وقال السهيلي: حمل: بالحاء المهملة هو بيت تمثل به، يعني به حمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم بن جناب الكلبي.
(الروض الانف ج ٢ / ١٩٢) (*)

<<  <  ج: ص:  >  >>