للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر فإنها رجس (١). تفرد به البخاري دون مسلم.

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن قتادة عن أنس قال: لما أتى النبي خيبر فوجدهم حين خرجوا إلى زرعهم ومساحيهم فلما رأوه ومعه الجيش نكصوا فرجعوا إلى حصنهم فقال النبي الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. تفرد به أحمد وهو على شرط الصحيحين.

وقال البخاري: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: [صلى النبي] (٢) : الصبح قريبا من خيبر بغلس، ثم قال: الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. فخرجوا يسعون بالسكك فقتل النبي المقاتلة وسبى الذرية وكان في السبي صفية فصارت إلى دحية الكلبي ثم صارت إلى النبي فجعل عتقها صداقها. قال عبد العزيز بن صهيب لثابت: يا أبا محمد أأنت قلت لانس: ما أصدقها، فحرك ثابت رأسه تصديقا له (٣). تفرد به دون مسلم. وقد أورد البخاري ومسلم النهي عن لحوم الحمر الأهلية من طرق تذكر في كتاب الأحكام.

وقد قال الحافظ البيهقي: أنبأنا أبو طاهر الفقيه، أنبأنا حاجب (٤) بن أحمد الطوسي، حدثنا محمد بن حميد الأبيوردي، حدثنا محمد بن الفضيل (٥) عن مسلم الأعور الملائي، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله يعود المريض، ويتبع الجنائز، ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار، وكان يوم بني قريظة والنضير على حمار، ويوم خيبر على حمار مخطوم برسن ليف وتحته إكاف من ليف. وقد روى هذا الحديث بتمامه الترمذي: عن علي بن حجر، عن علي بن مسهر، وابن ماجة: عن محمد بن الصباح عن سفيان، وعن عمر بن رافع عن جرير كلهم عن مسلم وهو ابن كيسان الملائي الأعور الكوفي عن أنس به. وقال الترمذي لا نعرفه إلا من حديثه وهو يضعف. قلت: والذي ثبت في الصحيح عند البخاري عن أنس: أن رسول الله أجرى في رفاق خيبر حتى انحسر الإزار عن فخذه، فالظاهر أنه كان يومئذ على فرس (٦) لا على حمار. ولعل


(١) أخرجه في كتاب المغازي (ح: ٤١٩٧).
(٢) سقطت من نسخ البداية المطبوعة.
(٣) رواه البخاري في كتاب المغازي ٣٨ باب (ح: ٤١٩٩).
- قوله فخرجوا يسعون في السكك فقتل النبي المقاتلة … قال ابن حجر: فيه اختصار كبير لأنه يوهم أن ذلك وقع عقب الإغارة عليهم وليس كذلك .. فالنبي أقام على محاصرتهم بضع عشرة ليلة وقيل أكثر.
(٤) من البيهقي، وفي الأصل خطاب.
(٥) من البيهقي: وفي الأصل الفضل. والخبر في الدلائل ج ٤/ ٢٠٤.
(٦) في مغازي الواقدي: كان رسول الله ليلة الفتح على فراس يقال له الظرب: ٢/ ٦٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>