للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أظللن، ورب الأرضين وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما أذرين، فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، نعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها، أقدموا بسم الله. وهذا حديث غريب جدا من هذا الوجه. وقد رواه الحافظ البيهقي: عن الحاكم عن الأصم عن العطاردي عن يونس بن بكير عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن صالح بن كيسان، عن أبي مروان الأسلمي، عن أبيه عن جده قال: خرجنا مع رسول الله إلى خيبر حتى إذا كنا قريبا، وأشرفنا عليها قال رسول الله للناس: قفوا فوقف الناس فقال: اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن، فإنا نسألك خير هذه القرية، وخير أهلها وخير ما فيها، ونعوذ بك من شر هذه القرية وشر أهلها وشر ما فيها، أقدموا بسم الله الرحمن الرحيم (١).

قال ابن إسحاق: وحدثني من لا أتهم عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله إذا غزا قوما لم يغر عليهم حتى يصبح، فإن سمع أذانا أمسك، وإن لم يسمع أذانا أغار، فنزلنا خيبر ليلا، فبات رسول الله حتى أصبح لم يسمع أذانا، فركب وركبنا معه، وركبت خلف أبي طلحة، وإن قدمي لتمس قدم رسول الله ، واستقبلنا عمال خيبر غادين، قد خرجوا بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوا رسول الله والجيش قالوا: محمد والخميس معه! فأدبروا هرابا، فقال رسول الله : الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين (٢)، قال ابن إسحاق حدثنا هارون عن حميد عن أنس بمثله.

وقال البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا مالك، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك: أن رسول الله أتى خيبر ليلا وكان إذا أتى قوما بليل لم يغر بهم حتى يصبح، فلما أصبح خرجت اليهود بسماحيهم ومكاتلهم فلما رأوه قالوا محمد والله. محمد والخميس! فقال رسول الله : خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين (٣). تفرد به دون مسلم.

وقال البخاري: حدثنا صدقة بن الفضل، حدثنا أبو عيينة، حدثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك قال: صبحنا خيبر بكرة فخرج أهلها بالمساحي فلما بصروا بالنبي قالوا: محمد والله، محمد والخميس! فقال رسول الله : الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. قال فأصبنا من لحوم الحمر فنادى منادي النبي : إن الله


(١) الخبر في سيرة ابن هشام ٤/ ٣٤٣ ودلائل البيهقي ٤/ ٢٠٤.
(٢) سيرة ابن هشام: ٤/ ٣٤٤.
(٣) في ٦٤ كتاب المغازي (٣٨) باب غزوة خيبر (ح: ٤١٩٧) فتح الباري ٧/ ٣٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>