للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي نضرة عن أبيه عن جابر بن عبد الله نحو ذلك. وقال الإمام أحمد: حدثنا شريح ثنا عباد عن هلال هو ابن خباب - عن عكرمة عن ابن عباس أن امرأة من اليهود أهدت لرسول الله شاة مسمومة، فأرسل إليها فقال " ما حملك على ما صنعت؟ " قالت أحببت - أو أردت - إن كنت نبيا فإن الله سيطلعك عليه، وإن لم تكن نبيا أريح الناس منك. قال فكان رسول الله إذا وجد من ذلك شيئا احتجم، قال فسافر مرة فلما أحرم وجد من ذلك شيئا فاحتجم. تفرد به أحمد وإسناده حسن. وفي الصحيحين من حديث شعبة عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك: أن امرأة يهودية أتت رسول الله بشاة مسمومة فأكل منها، فجئ بها إلى رسول الله فسألها عن ذلك؟ قالت أردت لأقتلك، فقال " ما كان الله ليسلطك علي " أو قال " على ذلك " قالوا: ألا تقتلها قال " لا " قال أنس فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله وقال أبو داود: حدثنا سليمان بن داود المهري ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: كان جابر بن عبد الله يحدث أن يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية (١) ثم أهدتها لرسول الله صلى الله عليه وآله، فأخذ رسول الله الذراع فأكل منها، وأكل رهط من أصحابه معه، ثم قال لهم رسول الله " ارفعوا أيديكم " وأرسل رسول الله إلى المرأة فدعاها فقال لها " أسممت هذه الشاة؟ " قالت اليهودية من أخبرك؟ قال " أخبرتني هذه التي في يدي " وهي الذراع، قالت نعم قال " فما أردت بذلك؟ " قالت: قلت إن كنت نبيا فلن تضرك، وإن لم تكن نبيا استرحنا منك. فعفا عنها رسول الله ولم يعاقبها، وتوفي بعض أصحابه الذين أكلوا من الشاة واحتجم النبي على كاهله من أجل الذي أكل من الشاة حجمه أبو هند بالقرن والشفرة وهو مولى لبني بياضة من الأنصار. ثم قال أبو داود حدثنا وهب بن بقية، ثنا خالد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة أن رسول الله أهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية نحو حديث جابر، قال: فمات بشر بن البراء بن معرور، فأرسل إلى اليهودية فقال " ما حملك على الذي صنعت؟ " فذكر نحو حديث جابر، فأمر رسول الله فقتلت ولم يذكر أمر الحجامة. قال البيهقي: ورويناه من حديث حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال: ويحتمل أنه لم يقتلها في الابتداء، ثم لما مات بشر بن البراء أمر بقتلها (٢). وروى البيهقي: من حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن امرأة يهودية أهدت إلى رسول الله شاة مصلية بخيبر فقال: " ما هذه؟ " قالت هدية، وحذرت أن تقول صدقة فلا يأكل، قال: فأكل وأصحابه ثم قال " أمسكوا " ثم قال للمرأة " هل سممت؟ " قالت من أخبرك هذا؟ قال " هذا العظم " لساقها وهو في يده، قالت: نعم قال


(١) مصلية: مشوية.
(٢) نقل البيهقي جملة الأحاديث التي وردت في دلائله ج ٤/ ٢٥٦ وما بعدها في باب: ما جاء في الشاة التي سمت للنبي بخيبر وما ظهر في ذلك من عصمة الله ورسوله عن ضرر ما أكل منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>