للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" لم؟ " قالت: أردت إن كنت كاذبا أن نستريح منك، وإن كنت نبيا لم يضرك. قال فاحتجم رسول الله على الكاهل وأمر أصحابه فاحتجموا. ومات بعضهم. قال الزهري فأسلمت (١) فتركها النبي . قال البيهقي: هذا مرسل ولعله قد يكون عبد الرحمن حمله عن جابر بن عبد الله . وذكر ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة وكذلك موسى بن عقبة عن الزهري قالوا: لما فتح رسول الله خيبر وقتل منهم من قتل، أهدت زينب بنت الحارث اليهودية وهي ابنة أخي مرحب لصفية شاة مصلية وسمتها، وأكثرت في الكتف والذراع لأنه بلغها أنه أحب أعضاء الشاة إلى رسول الله ، فدخل رسول الله على صفية ومعه بشر بن البراء بن معرور وهو أحد بني سلمة، فقدمت إليهم الشاة المصلية، فتناول رسول الله الكتف وانتهش منها، وتناول بشر عظما فانتهش منه، فلما استرط رسول الله لقمته استرط بشر بن البراء ما في فيه، فقال رسول الله " ارفعوا أيديكم فإن كتف هذه الشاة يخبرني أني نعيت (٢) فيها " فقال بشر بن البراء والذي أكرمك لقد وجدت ذلك في أكلتي التي أكلت فما منعني أن ألفظها إلا أني أعظمتك أن أبغضك (٣) طعامك، فلما أسغت ما في فيك لم أرغب بنفسي عن نفسك، ورجوت أن لا تكون استرطتها وفيها نعي (٤)، فلم يقم بشر من مكانه حتى عاد لونه كالطيلسان، وماطله وجعه حتى كان لا يتحول حتى يحول (٥). قال الزهري: قال جابر: واحتجم رسول الله يومئذ حجمه مولى بني بياضة بالقرن والشفرة وبقي رسول الله بعده ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي توفي فيه فقال " ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت من الشاة يوم خيبر عدادا حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري " فتوفي رسول الله شهيدا.


(١) اختلفوا في المرأة التي أهدت الشاة المسمومة للنبي :
هل كان عملها تصرفا شخصيا انفردت بالتفكير فيه وتنفيذه؟ ولماذا قصدت قتل رسول الله .
- هل كان تصرفها مخططا له من شخص أو فئة أو مجموعة من الناس؟
هل أسلمت أم لا؟
- هل قتلها النبي أم لا؟.
(٢) في رواية البيهقي: أن قد بغيت فيها.
(٣) في البيهقي: أنغصك.
(٤) في البيهقي: بغي.
(٥) الخبر في الدرر لابن عبد البرص (٢٠٤) ونقله البيهقي في الدلائل ٤/ ٢٦٣ ولم يذكر ابن عقبة قول جابر في الحجامة إنما ذكره البخاري في صحيحه: فتح الباري ٨/ ١٣١.
والحجامة: يطلق عليها اسم " كاسات الهوا " وهي فصد قليل من الدم من على سطح الجلد باستخدام كأس زجاجي خاص. وهي نوعان: حجامة جافة وحجامة رطبة.
تفيد الحجامة في بعض حالات الروماتيزم وأوجاع الصدر، وتخفيف الاحتقان الدموي في بعض أمراض القلب وبعض آلام المفاصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>