للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان دخل بيته مكتئبا حتى أتى العباس فأخبرهم الخبر، فسر المسلمون ورد ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين (١). وهذا الاسناد على شرط الشيخين ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة سوى النسائي عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق به نحوه. ورواه الحافظ البيهقي من طريق محمود بن غيلان عن عبد الرزاق. ورواه أيضا من طريق يعقوب بن سفيان عن زيد بن المبارك عن محمد بن ثور عن معمر به نحوه. وكذلك ذكر موسى بن عقبة في مغازيه: أن قريشا كان بينهم تراهن عظيم وتبايع، منهم من يقول يظهر محمد وأصحابه، ومنهم من يقول: يظهر الحليفان ويهود خيبر، وكان الحجاج بن علاط السلمي ثم البهزي قد أسلم وشهد مع رسول الله فتح خيبر، وكان تحته أم شيبة (٢) أخت عبد الدار بن قصي، وكان الحجاج مكثرا من المال، وكانت له معادن أرض بني سليم، فلما ظهر رسول الله على خيبر استأذن الحجاج رسول الله في الذهاب إلى مكة يجمع أمواله فأذن له نحو ما نقدم والله أعلم (٣).

قال ابن إسحاق: ومما قيل من الشعر في غزوة خيبر قول حسان:

بئس ما قاتلت خيابر عما … جمعوا من مزارع ونخيل

كرهوا الموت فاستبيح حماهم … وأقروا فعل الذميم الذليل

أمن الموت يهربون فإن الموت … موت الهزال غير جميل

وقال كعب بن مالك فيما ذكره ابن هشام عن أبي زيد الأنصاري:

ونحن وردنا خيبرا وفروضه … بكل فتى عاري الأشاجع مزود

جواد لدى الغايات لا واهن القوى … جرئ على الأعداء في كل مشهد

عظيم رماد القدر في كل شتوة … ضروب بنصل المشرفي المهند

يرى القتل مدحا إن أصاب شهادة … من الله يرجوها وفوزا بأحمد

يذود ويحمي عن ذمار محمد … ويدفع عنه باللسان وباليد

وينصره من كل أمر يريبه … يجود بنفس دون نفس محمد

يصدق بالانباء بالغيب مخلصا … يريد بذاك العز والفوز في غد


(١) رواه الإمام أحمد في مسنده ٣/ ١٣٨ - ١٣٩ ونقله الصالحي في السيرة الشامية ٥/ ٢١٦ والبيهقي في الدلائل ٤/ ٢٦٦. عن أنس.
(٢) في الواقدي: أم شيبة بنت عمير بن هاشم أخت مصعب العبدي.
(٣) رواه عن موسى بن عقبة وعروة البيهقي في الدلائل ٤/ ٢٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>