للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حلف لي بالصدر بعد الورود؟ فقال المسلمون: صحبكم الله ودفع عنكم وردكم إلينا

قال عبد الله بن رواحة:

لكنني أسأل الرحمن مغفرة … وضربة ذات فرع تقذف الزبدا (١)

طعنة بيدي حران مجهزة … بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا

حتى يقال إذا مروا على جدثي … أرشده الله من غاز وقد رشدا

قال ابن إسحاق: ثم أن القوم تهيئوا للخروج فأتى عبد الله بن رواحة رسول الله فودعه ثم قال:

يثبت الله ما آتاك من حسن … تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا

إني تفرست فيك الخير نافلة … الله يعلم أني ثابت البصر (٢)

أنت الرسول فمن يحرم نوافله … والوجه منه فقد أزرى به القدر

قال ابن إسحاق:: ثم خرج القوم وخرج رسول الله يشيعهم حتى إذا ودعهم وانصرف، قال عبد الله بن رواحة:

خلف السلام على امرئ ودعته … في النخل خير مشبع وخليل

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو خالد الأحمر، عن الحجاج، عن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس أن رسول الله بعث إلى مؤتة فاستعمل زيدا، فإن قتل زيد فجعفر، فإن قتل جعفر فأبن رواحة، فتخلف ابن رواحة فجمع مع النبي فرآه فقال له ما خلفك؟ " فقال أجمع معك " قال: لغدوة أو روحة خير من الدنيا وما فيها ". وقال أحمد: عن أبو معاوية، ثنا الحجاج عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: بعث رسول الله عبد الله بن رواحة في سرية فوافق ذلك يوم الجمعة، قال: فقدم أصحابه وقال: أتخلف لأصلي مع رسول الله الجمعة ثم ألحقهم، قال: فلما صلى رسول الله رآه فقال " ما منعك أن تغدو مع أصحابك؟ " فقال أردت أن أصلي معك الجمعة ثم ألحقهم، فقال رسول الله : " لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما أدركت غدوتهم ". وهذا الحديث قد رواه الترمذي من حديث أبي معاوية عن الحجاج - وهو ابن أرطاة - ثم علله الترمذي بما حكاه عن شعبة أنه قال لم يسمع الحكم عن مقسم إلا خمسة أحاديث وليس هذا منها.

قلت والحجاج بن أرطاة في روايته نظر والله أعلم، والمقصود من إيراد هذا الحديث أنه


(١) ذات فرغ: واسعة. والزبد: هنا رغوة الدم (شرح السيرة).
(٢) في البيت إقواء

<<  <  ج: ص:  >  >>