للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال البخاري ثنا أبو اليمان ثنا شعيب ثنا أبو الزناد (١) عن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي قال " منزلنا إن شاء الله إذا فتح الله، الخيف حيث تقاسموا على الكفر " (٢) وقال الإمام أحمد ثنا يونس ثنا إبراهيم - يعني ابن سعد - عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله " منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر " (٣) ورواه البخاري من حديث إبراهيم بن سعد به نحوه. وقال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي نجيح وعبد الله بن أبي بكر أن صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو كانوا قد جمعوا ناسا بالخندمة ليقاتلوا، وكان حماس بن قيس بن خالد أخو بني بكر يعد سلاحا قبل قدوم رسول الله ويصلح منه، فقالت له امرأته لماذا تعد ما أرى؟ قال: لمحمد وأصحابه، فقالت: والله ما أرى يقوم لمحمد وأصحابه شئ، قال: والله إني لأرجو أن أخدمك بعضهم. ثم قال:

إن يقبلوا اليوم فما لي عله … هذا سلاح كامل واله

وذو غرارين سريع السلة

قال ثم شهد الخندمة مع صفوان وعكرمة وسهيل فلما لقيهم المسلمون من أصحاب خالد ناوشوهم شيئا من قتال، فقتل كرز بن جابر أحد بني محارب بن فهو وحنيش (٤) بن خالد بن ربيعة ابن أصرم حليف بني منقذ وكانا في جيش خالد، فشذا عنه، فسلكا غير طريقه فقتلا جميعا، وكان قتل كرز قبل حنيش (٥) قالا: وقتل من خيل خالد أيضا سلمة بن الميلاء الجهني وأصيب من المشركين قريب من اثني عشر أو ثلاثة عشر ثم انهزموا فخرج حماس منهزما حتى دخل بيته ثم قال لامرأته أغلق علي بابي، قالت: فأين ما كنت تقول؟ فقال:

إنك لو شهدت يوم الخندمه … إذ فر صفوان وفر عكرمة

وأبو يزيد قائم كالمؤتمه … واستقبلتهم بالسيوف المسلمة (٦)


(١) من صحيح البخاري، وفي الأصل أبو الزبير تحريف.
(٢) أخرجه البخاري: فتح الباري ٨/ ١٤ الحديث رقم ٤٢٨٤.
- والخيف ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء.
- قوله تقاسموا على الكفر: أي قريشا لما تحالفت أن لا يبايعوا بني هاشم ولا يناكحوهم ولا يؤوهم وحصروهم في الشعب.
(٣) مسند الإمام أحمد: ج ٥/ ٢٠٢.
(٤) في ابن هشام: خنيس، والصواب كما تقدم حبيش.
(٥) في ابن هشام: قتل خنيس بن خالد قبل كرز، فجعله كرز بين رجليه، ثم قاتل عنه حتى قتل.
(٦) أبو يزيد: يقصد سهيل بن عمرو. والمؤتمة: الأسطوانة من قولهم وتم وأتم إذا ثبت. وتروى الموتمة. ومعناها الأيم التي مات عنها زوجها. قاله السهيلي في الروض (٢/ ٢٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>