للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: فلو صح هذا الحديث، لكان فيه جمع لما بين الأحاديث من الاختلاف وبسط لعذر من نقل خلاف الواقع ولكن في إسناده ضعف ثم قد روي عن ابن عباس وابن عمر خلاف ما تقدم عنهما كما سننبه عليه ونبينه وهكذا ذكر من قال: أنه أهل حين استوت به راحلته. قال البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا هشام بن يوسف، أنبأنا ابن جريج، حدثني محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك. قال: صلى النبي بالمدينة أربعا وبذي الحليفة ركعتين، ثم بات حتى أصبح بذي الحليفة فلما ركب راحلته واستوت به أهل. وقد رواه البخاري ومسلم وأهل السنن من طرق عن محمد بن المنكدر، وإبراهيم بن ميسرة، عن أنس، وثابت في الصحيحين من حديث مالك عن سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج، عن ابن عمر. قال: وأما الاهلال فإني لم أر رسول الله يهل حتى تنبعث به راحلته وأخرجا في الصحيحين من رواية ابن وهب عن يونس عن الزهري عن سالم عن أبيه: أن رسول الله كان يركب راحلته بذي الحليفة ثم يهل حين تستوي به قائمة. وقال البخاري (١): باب من أهل حين استوت به راحلته. حدثنا أبو عاصم، ثنا ابن جريج، أخبرني صالح بن كيسان عن نافع عن ابن عمر. قال: أهل النبي حين استوت به راحلته قائمة. وقد رواه مسلم والنسائي من حديث ابن جريج به. وقال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا علي بن مسهر، عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر. قال: كان رسول الله إذا وضع رجله في الغرز (٢) وانبعثت به راحلته قائمة أهل من ذي الحليفة. انفرد به مسلم من هذا الوجه، وأخرجاه من وجه آخر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عنه. ثم قال البخاري باب الاهلال مستقبل القبلة: قال أبو معمر حدثنا عبد الوارث، حدثنا أيوب، عن نافع قال: كان ابن عمر إذا صلى الغداة بذي الحليفة أمر براحلته فرحلت ثم ركب، فإذا استوت به استقبل القبلة قائما ثم يلبي حتى يبلغ الحرم، ثم يمسك حتى إذا جاء ذا طوى بات به حتى يصبح، فإذا صلى الغداة اغتسل، وزعم أن رسول الله فعل ذلك. ثم قال: تابعه إسماعيل عن أيوب في الغسل (٣). وقد علق البخاري أيضا هذا الحديث في كتاب الحج عن محمد بن عيسى، عن حماد بن زيد، وأسنده فيه عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن إسماعيل هو ابن علية. ورواه مسلم عن زهير بن حرب د عن إسماعيل وعن أبي الربيع الزهراني وغيره عن حماد بن زيد ثلاثتهم عن أيوب، عن أبي تميمة السختياني به. ورواه أبو داود عن أحمد بن حنبل عن إسماعيل بن علية به. ثم قال البخاري: حدثنا سليمان أبو الربيع، ثنا فليح، عن نافع قال: كان ابن عمر إذا أراد الخروج إلى مكة أدهن بدهن ليس له رائحة طيبة، ثم يأتي مسجد ذي الحليفة فيصلي، ثم يركب فإذا استوت به راحلته قائمة أحرم، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله


(١) في كتاب الحج ٢٨ باب الحديث ١٥٥٢.
(٢) الغرز: فتح الغين واسكان الراء: ركاب كور البعير إذا كان من جلد أو خشب، وقيل هو الكور مطلقا. وانظر صحيح مسلم شرح النووي ٨/ ٩٧.
(٣) فتح الباري - كتاب الحج الحديث ١٥٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>