" سَلَامٌ عَلَيْكُمْ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أمَّا بعد! فالحمد الله الذي أنجز وعده ونصر عبده، وأعز وليه، وأذل عدوه، وغلب الاحزاب فردا، فإن اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. قَالَ: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ، وعدا منه لا خلف له، ومقالا لَا رَيْبَ فِيهِ، وفرض الجهاد على المؤمنين. فقال: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وهو كره لكم ... فاستتموا بوعد الله إياكم وأطيعوه فيما فرض عليكم وإن عظمت فيه المؤونة واستبدت الرزية، وبعدت المشقة، وفجعتم في ذلك بالاموال والانفس فإن ذلك يسير في عظيم ثواب الله، فاغزوا - رحمكم الله - في سبيل الله خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا باموالكم وأنفسكم. ألا وقد أمرت خالد بن الوليد بالمسير إلى العراق، فلا يبرحها حتى يأتيه أمري، فسيروا معه ولا تثاقلوا عنه، فإنه سبيل يعظم الله فيه الاجر إن حسنت فيه نيته، وعظمت في الخير رغبته. فإذا وقعتم العراق فكونوا بها حتى يأتيكم أمري، كفانا الله وإياكم مهمات الدنيا والآخرة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ". (٢) في الكامل: على عشرة آلاف دينار سوى حرزة كسرى. (٣) في الكامل لابن الاثير: إياس بن قبيصة. (٤) كذا بالاصل وفي الطبري. (*)