للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمد. وقال الحافظ البيهقي: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا أبو سهل بن زياد القطان، ثنا أبو إسحاق القاضي، ثنا إسماعيل بن أبي إدريس (١)، حدثني أخي عن سليمان بن بلال، عن سعيد (٢) بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة عن أبي سعيد قال: " بعث رسول الله علي بن أبي طالب إلى اليمن، قال أبو سعيد: فكنت فيمن خرج معه فلما أحضر إبل الصدقة سألناه أن نركب منها ونريح إبلنا - وكنا قد رأينا في إبلنا خللا - فأبى علينا وقال: إنما لكم منها سهم كما للمسلمين، قال: فلما فرغ علي وانصرف من اليمن راجعا، أمر علينا إنسانا فأسرع هو فأدرك الحج، فلما قضى حجته قال له النبي : ارجع إلى أصحابك حتى تقدم عليهم. قال أبو سعيد: وقد كنا سألنا الذي استخلفه ما كان علي منعنا إياه ففعل، فلما جاء علي عرف في إبل الصدقة أنها قد ركبت - رأى أثر المراكب - فذم الذي أمره ولامه، فقلت أما إن لله علي إن قدمت المدينة وغدوت إلى رسول الله لأذكرن لرسول الله ولأخبرته ما لقينا من الغلظة والتضييق، قال: فلما قدمنا المدينة غدوت إلى رسول الله أريد أن أذكر له ما كنت حلفت عليه فلقيت أبا بكر خارجا من عند رسول الله فلما رآني وقف معي ورحب بي وسألني وساءلته وقال: متى قدمت؟ قلت: قدمت البارحة، فرجع معي إلى رسول الله وقال: هذا سعد بن مالك بن الشهيد، قال: ائذن له، فدخلت فحييت رسول الله وحياني وسلمت عليه وسألني عن نفسي وعن أهلي فأخفى المسألة فقلت: يا رسول الله لقينا من علي من الغلظة وسوء الصحبة والتضييق، فابتدر رسول الله وجعلت أنا أعدد ما لقينا منه حتى إذا كنت في وسط كلامي ضرب رسول الله فخذي - وكنت منه قريبا - وقال: سعد بن مالك بن الشهيد مه بعض قولك لأخيك علي، فوالله لقد علمت أنه جيش (٣) في سبيل الله، قال فقلت في نفسي: ثكلتك أمك سعد بن مالك ألا أراني كنت فيما يكره منذ اليوم وما أدري لا جرم، والله لا أذكره بسوء أبدا سرا ولا علانية " (٤): وقال يونس بن بكير: عن محمد بن إسحاق، حدثني أبان بن صالح عن عبد الله بن دينار الأسلمي، عن خاله عمرو بن شاش الأسلمي - وكان من أصحاب الحديبية - قال: كنت مع علي في خيله التي بعثه فيها رسول الله إلى اليمن، فجفاني علي بعض الجفاء فوجدت عليه في نفسي، فلما قدمت المدينة اشتكيته في مجالس المدينة وعند من لقيته فأقبلت يوما ورسول الله جالس في المسجد فلما رآني أنظر إلى عينيه نظر إلي حتى جلست إليه فلما جلست إليه قال: أما إنه والله يا عمرو لقد آذيتني، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون أعوذ بالله والاسلام أن أوذي رسول الله فقال: من آذى عليا


(١) في الدلائل: أويس.
(٢) في الدلائل: سعيد.
(٣) في الدلائل: أخشن.
(٤) رواه البيهقي في الدلائل ٥/ ٣٩٨ - ٣٩٩ وأخرجه الإمام أحمد مختصرا في مسنده ٣/ ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>