للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكيف بنا يا رسول الله؟ فقال: تعملون بما تعرفون وتتركون ما تنكرون، وتقولون: أحد أحد، انصرنا على من ظلمنا وأكفنا من بغانا) .

وروى الحسن بن سفيان، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الجبار بن وهب، عن عبد الله السلمي عن شريح، قال: حدثني البدريون منهم عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ما من شباب يدع لذة الدنيا ولهوها ويستقبل بشبابه طاعة الله تعالى أَلَا أعطاه الله تعالى أجر اثنين وسبعين صديقاً، ثم قال: يقول الله تعالى: أيها الشاب التارك شهوته من أجلي، المبتذل شبابه لي، أنت عندي كبعض ملائكتي ".

وهذا حديث غريب.

وقال أبو داود: حدثنا صدقة بن موسى، حدثنا أبوعمران الجوني، عن قيس بن زيد - وقال أبو داود أو عن زَيْدِ بْنِ قَيْسٍ - عَنْ قَاضِي الْمِصْرَيْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إن الله تعالى يدعو صاحب الدين يوم القيامة فيقول: يابن آدَمَ فِيمَ أَضَعْتَ حُقُوقَ النَّاسِ؟ فِيمَ أَذْهَبْتَ أموالهم؟ فيقول: يا رب لم أفسده ولكن أصبت إما غرقاً وإما حرقاً، فيقول الله سبحانه أَنَا أَحَقُّ مَنْ قَضَى عَنْكَ الْيَوْمَ، فَتَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ) .

لفظ أبي داود ورواه يزيد بن هارون عن صدقة به وقال فيه: " فيدع الله بشئ فيضعه في ميزانه فيثقل) ورواه الطَّبرانيّ من طريق أبي نعيم عن صدقة به، ورواه الطبراني أيضاً عن حفص بن عمر وأحمد بن داود المكي قالا: حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا صدقة به، والله سبحانه وتعالى أعلم.

عبد الله بْنُ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيُّ نَزِيلُ فِلَسْطِينَ وَقَدْ رَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَقِيلَ إِنَّ لَهُ صُحْبَةٌ وَقَدْ بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ لِيُفَقِّهَ أَهْلَهَا فِي الدِّينِ وَكَانَ مِنَ العباد الصالحين.

جنادة بن أُمَيَّةَ الْأَزْدِيُّ شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى غَزْوِ الْبَحْرِ لِمُعَاوِيَةَ، وَكَانَ مَوْصُوفًا بِالشَّجَاعَةِ وَالْخَيْرِ، تُوُفِّيَ بِالشَّامِ وَقَدْ قَارَبَ الثَّمَانِينَ.

الْعَلَاءُ بن زياد البصري كان من العباد الصالحين مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ كَثِيرَ الْخَوْفِ وَالْوَرَعِ، وَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي بَيْتِهِ وَلَا يُخَالِطُ النَّاسَ، وَكَانَ كَثِيرَ الْبُكَاءِ، لَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى عَمِيَ، وَلَهُ مَنَاقِبُ كَثِيرَةٌ، تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي هذه السنة.

قلت: إنما كان معظم بكاء العلاء بن زياد بعد تلك الرؤيا التي رآها له رجل من أهل الشام إنَّه من أهل الجنة، فقال له العلاء: أما أنت يا أخي فجزاك الله عن رؤياك لي خيراً، وأما أنا فقد تركتني رؤياك لا أهدأ بليل ولا نهار، وكان بعدها يطوي الأيام لا يأكل فيها شيئاً وبكى حتى كاد يفارق الدنيا، ويصلي لا يفتر، حتى جاء أخوه إلى الحسن البصري فقال: أدرك أخي فإنه قاتل نفسه، يصوم لا يفطر، ويقوم لا ينام، ويبكي الليل والنهار لرؤيا رآها بعض الناس له إنَّه من أهل

<<  <  ج: ص:  >  >>